إلتهاب

0


شوقي إليكِ و مُوصِدُ الأبوابِ
و تعنُّتي و تقطُّعُ الأسبابِ

و تفاؤلي و الشّيبُ يغزو لِحيَتي
فَودَيّ رأسي صفوتي و شبابي

و تعلُّقي بالطَّيفِ حتَّى كِدتُ أنْ
أهوى الهواجسَ ناسياً أحبابي

و تَقلُّبي في غمرَتي في نشوَتي
في صفوَتي في أنَّتي و عذابي

و أريكتي بعدَ ازدحامٍ قد خوت
و تباعُدي... و تقرُّبُ الأصحابِ

حتَّى غدوتُ كناثِرٍ بذرَ الرَّجا
وسْطَ الدُّجى في الزَّاخِرِ المِصْخَابِ

و رُفِعتُ عن شكلِ الرَّقيقِ بهيئتي
بل كُنتُه في الذُّلِّ و الأعتابِ

و حماقةٍ تأتي على أصحابِها
ترمي العوالي في علا الأبوابِ

شوقي عجيبٌ هل تراهُ مشاعرٌ
أم قِصَّة تُتلى على الأحقابِ

شوقي و لكنْ لستُ ألقى اليومَ شوقاً
لا أو هوى قد أتْلِفَتْ أعصابي

شوقي التهابٌ كانَ من أعلاقِ قلـ
ـبي في الحشا من تبغها و شرابي

بسذاجتي ببراءتي بغباوتي
بتعصُّبي بتطرُّفي الإرهابي

بتميُّزي بتلهُّفي بتطوُّري
بعبادتي بعبارةِ الأعرابِ

شوقي إليكِ كان شوقي دفتراً
ألَّفتُه في النَّحوِ و الإعرابِ

أنَّقتُه بالماسِ بل طيَّبتُهُ
بالغارِ و الليمونِ و الأهدابِ

و تفاؤلي قد كانَ فيكِ حماقةً
تربو على الأيَّامِ و الأنسابِ

صيَّرتِني ألعوبةً لمشاعِري
و قَتلتِني بالطَّرفِ و الأهدابِ

يا دُميةَ الوهمِ اللطيفِ تحيَّتي
ألقيتُها كالعاشقِ الكذَّابِ

فرأيتِني و عرفتُ أني فيكمُ
أني كَعَبْدً صابرٍ أوَّابِ

شوقي إليك كالأساطيرِ التي
يتشوَّقُ الكذَّابُ للمرتابِ

لا تحسَبي شوقاً يدومُ مع النوى
فالهجرُ حدُّ السَّيفِ للأعصابِ


***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه