سأبقى وحيداً ريثما تأتي عندها سَنضعُ النُّقاطَ على الحروف

0



قالوا : وحيدٌ! قـلـتُ : لا...قالوا : غَريبٌ !! قُلتُ : لا 

قـــالوا حــزيـــــــنٌ أو كــــــئـيـبٌ !! قـلتُ : لا لا ثُمّ لا 

قالوا مـــُــحـِبٌ هـــــاجِـرٌ ! و لـــِـحِــــبِّه يُبدي الوَلا ! 

أم كـاهِنٌ مــُـتـبَـتـــِّــــلٌ و مـــــع الطَّبيعةِ قــد خـــلا! 

أم شــاعــــــرٌ هـَــجـَـــرَ الأنـَــامَ و ما استطَاعَ تَغَزّلا! 

أرأيـتِ قــلـبـي هـــائِــمـاً ؟!! أرأيــتِ دمعي مُســبَلا؟!

أرأيــتِ خــَطوي حــائِـراً ؟! صـَوتَ الأنينِ وكَمْ عَلا؟!

أرأيــتِ جِسمي مـــُـــدنـــِـفـاً إذ كــانَ ردّكـِ لا ... و لا ؟!

حتَّى تــــــذكــــــّـَرتُ الــمـــســــيــرةَ و الـــلـــِّـقاءَ الأوَّلا

لـــــــــــــــــــولاكِـ شِعـــرِي مــــا يَرومُ تفلسُفاً و تَغَزُّلا

عــامــان ِ ظـــَـــــــلَّ الـــحُـبّ صَــمـتـَـاً في فُؤَادٍ أُقفِلا

عامانِ يـُـتـِّـمَ شِعـرُنا يا ليتَ شِعرِي و اصطلى !!

عـامـانِ و الــفــِــكْرُ المـــُـــعَـذَّبُ ما استراحَ و لا خلا

عـامـانِِ!! - يا طــــُــــولَ الَّليالي - بالتَّصبّرِ جــُمِّلا

عـامـانِ!! كـم كــانــا !! و سـيـفُـكِ قـاتِـلاً و مُمَثِّلا

عــــامـــانِ فيكِـ مُتيَّمٌ ... أرنـوكـِ جــِــفـــنـَـــاً أكــــحَـــلا

دربي طــــويـــــلٌ شائقٌ ... كُشِفَ الحِجَابُ و قُلتِ : لا

كُشِفَ الحِجَابُ أيـا ظــَـلـومُ عـنِ الطـــَّريــقِ... و كُملا

فكفاني صَبْراً ...قـــد رأيتُ الصَّبرَ عـنــــكِ مُــــطَـــــوَّلا

و نسيتُ تهجئةَ الحُروفِ و قد دخـــلتِ فـــمـا انجلى

و رأيــــتُ قــــــامــــتــــكِـ الَّتي وقـــفـتْ تُردِّدُ في الملا :

" إنِّي أُحبـُــّـكَـ فــاســتــرِحْ"و الطَّرفُ شخصي أهملا

فنهضتُ مُمتشِقاً يــراعي ... ثـــمَّ رحـتُ مُـــكـــمِّلا

أُهــديـــكِـ عـَــرشي ، و الــزَّفافُ إذا أردتِ عـــــُــــجِّلا

فـــكـفـاكِـ ظَـنَّ السّوُءِ بي ... فـالـظـــّــنُ ذاكَ سبهللا

إنِّي أحِـبــُــكِـ زوجـَــةً ... أعـــلــنــــتُ هـــذا في الـمـلا

أفــْـرَغْــتِ دَمـْـعَ مــَــحَــاجـِري فـالـيومَ دمعي أُسبِلا

طـَــرَبـَــــــاً.. و قد أنْــفـَـدتُ حِــــبـــري واصِفاً و مُمَثِّلا

فـــمــلأتِ جــُـــلَّ دفـــاتـِري ...فـــالسَّـعـدُ جاءَ مُهلِّلا

و هـــجرتُ كـُــلَّ صــَواحِبي و أشــحــتُ وجهي للعُلا

فالشَّمسُ أنــتِ.. عـن السّـِوى رُحـْتُ ابـتـعدتُ تمَلملا

كم كنتُ قــبــلـــكِ تــائـِهــاً!! طــِـفـْـــلاً شـَـقـِـيــَّاً دُلــِّلا

كم كنتُ نشـوانــاً! و كَــمْ في الوَهْمِ خُضّتُ مُهلهَلا

أشــــرقتِ شمساً ... فـاسـتـضاءَ الدَّربُ دربي و انجلى

مــــا رُمـْــــتُ فِيهِنَّ السِّــــفاحَ و ما أرومُ مُـــقــبـّـَـلا

قد رمــتُ فيهِـنَّ الـكــَفـَـافَ ... فـَـشـَـاعِـراً و مـُـمَــثـِّلا

قـد ذُبـنَ في خـَـطـْـوي و جِفني ، في جمالي و الحــَـلا

قـد هِـمـنَ في قــلـــبـي... فـأضحى القلبُ قلبي مـنـزِلا

لــِــجلالِ قلبِكـِ... و اسـْـتـَـعـَـضْــتُ عن التدنِّي بــالعـلا

بُشــْـــراكِـ با شمسَ الضُّحى: هذا نـهاري مــُـــقــبـــِـلا

لــولاكِـ حـرفي يـا خـــلــيــلـةُ ما استبانَ و لا انــــجلى

أعـجمـتِ حرفي كــيفَ أُبدي الشُكرَ عن حرفٍ صلى ؟!

فــإلــيـكِـ أُبــدي الشـّـُــــكــرَ شـِـعـراً رائِقاً و مُــعـلــَّــلا

و غَــداً ســأنثــــُــرُه ... و لــن أبقى عـيـــِّـيــاً مُهمَلا

قــالـوا حــزيـنٌ؟! مـــــُـــدنِـــفٌ؟! فـأجبتُ: لا لا ثمَّ لا

أنـتِ معي ...قــولي لـــــهـم ...لولاكِـ قلبي ما ســــــلا


***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه