طاعون

0




أنتِ حالةٌ مَرَضِيَّةٌ لا رجوتُ منها شفاءً
إرحلي عن دفاتِري
عن قصائِدي
عن أشعاري
عن هواجسي و خيالاتي
عن أخباري
عن أحلامي و يقظتي و أوهامي
أنت هلاكٌ و بلاءٌ و جنَّاتُ النَّعيمْ
أنتِ عذابٌ أليمٌ
أنتِ نعيمٌ مُدمِّرٌ مقيمْ
إرحلي عن عالمي
أريدُ العيشَ في دنيايَ بِحُرِّيَّة
أنتِ حالةٌ مرضيَّةٌ دائمة
لا أرجو الشِّفاءَ منها
أنتِ القَدَرْ
أنتِ تَعَصُّبُ البَشَرْ
أنتِ محطُّ فنٍّ جديدٌ في دنيا الشِّعرِ و الشُّعراءْ
و لما أن كان اهتدائي إليه وحيداً
كان من ثمَّة تفوُّقي على أبناءِ عصرِكم

أنتِ جنونُ القمرْ
أنتِ عصرٌ جديدٌ لبني البَشَرْ
أنت ثورةٌ جديدةٌ ما قامَ بها ثوَّار
و إنَّما قمتُ بها وحيداً
أنتِ لونٌ جديد
و عِلمٌ جديد
و فنٌّ بين الفنونِ جديد
أنت حضارةٌ قديمةٌ تمَّ تطويرُها
ثمَّ أزيلَ عن نصبِ تدشينِها
و تحديثِها الستارُ في الخامِسِ من أبريل
حيثُ كان الثَّلجُ الرَّبيعيُّ يهطلُ بحلولِ فصلِ الخريفْ
أنتِ أسطورةٌ لا تنتهي تفاصيلُها
أنت قارَّةٌ جديدةٌ اكتشفَ الطريقَ إليها جدِّي الأكبر
وأكملتُ المسيرَ لألقي عليها أوَّل حمل
منذ أن شقَّتْ هذا المحيطَ و نَتأتْ عنه
فلا تحسَبي أن يقيمَ أحدُ بني البشر
على تلك الجزيرة
حضارةً تؤرِّخُها البشريَّة
و أنا ثمّة أقَلِّبُ في تضاريسِها النَّظَر
فأنا أَولاهُم
كما كنتُ أولهُم بهذا الاكتشافِ الجنوني
أنا أولى باستخلاصِ تِبرِه و جُمانِه
وحتّى برونزِه و حديدِه
ولكن
ها أراني أولى ببراكينِه و زلازِلِه
وعواصِفِه و جنونِه
أنتِ مِحنَةٌ جديدة
ومِنحةٌ فريدة
أنتِ وباءُ طاعونٍ لذيذْ
أنتِ مهنةٌ جديدة
و حرفةٌ جديدة
انت إدمانٌ لا أرجو التَّخلُّصَ منه

***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه