ظنونٌ و لكِن ...

0



كلُّها تبقى ظُنونْ
بيدَ ظنِّي كاليقينْ

أم أحاديثُ العيونْ
في ثنايا الياسمينْ

يا تُراها هل تَهُونْ
بعدَ هاتيك السِّنينْ

يرحمُ الله القوافي
أسدلتْ ماءَ العُيونْ

يومَ صادقتُ السواقي
معلناً حُبِّي كدينْ

يومَ أغرقتُ ابتعاداً
عن قضايا العالمينْ

يومَ هاجرتُ انتصاراً
للهوى لا أستكينْ

رُحتُ في التاريخِ أوباً
رافعَ النَّاي المبينْ

رُحتُ في التَّاريخِ بحثاً
في سُطورِ الأوَّلينْ

سِرَّ طيفٍ صارَ لحناً
مُسكراً في كلِّ حينْ

يا تراهُ ما يُجازي
بعد هاتيكَ السِّنينْ

طِرتُ عن جسمي و وقتي
عن مكاني و المَعينْ

قال ربِّي : لا تغادِرْ
ذلكَ الطَّيفَ المُهينْ

قال ربِّي : لا تهاجِرْ
قِصَّةَ الحُّبِّ الحزينْ

قال ربِّي : لا تُغادِرْ
ربوةً فيها العرينْ

قلتُ هل تعبُدْكَ ربِّي
أو بربِّي تستعينْ؟!

بعدَ أعوامٍ ثلاثة
رحتُ في فكرٍ هجينْ

هل سراباً تلكَ كانتْ
سيِّدي لا تستبينْ!!

أم ضباباً أم عقاباً
دمَّرَ الحِصنَ الحصينْ

:بل أردتَ بغيرِ نارٍ
 يأرُجُ العُودُ الثَّمينْ

بل أردتَ بغيرِ جُهدٍ
يُخرجُ التِّبرُ الدَّفينْ

هل تخالُ الحُبَّ نهداً
في فراشٍ يستكينْ!!

***

رحتُ في فكرٍ طويلٍ
فانطوى مجدي بِلينْ

رحتُ في التَّنجيمِ خوضاً
في هوى النَّجمِ القرينْ

أُحْضِرُ الأرواحَ عَلِّي
و التَّختُّمَ باليمينْ

فاستوى عِلمي وجَهلي
ذاك ظنِّي باليقينْ

و انزوى عن هامِ عرشي
جوهرُ التَّاجِ الثَّمينْ

بل هوى ربُّ القوافي
صارَ عِيَّاً لا يُبينْ

ضاع سُكراً تاه جَهْلاً
غاص في ذَنْبٍ مُشينْ

قد نسيتُ متى و كيفَ
أين أنَّى لاتَ حينْ

موعِدي طَرَدَ الزَّمانا
جَدْوَلي طَرَدَ المكانا

حُبُّهَا قد صارَ رانا
يغتَشي القلبَ الحزينُُْ

تُبتُ واستغفرتُ ذنبي
عَلَّها تأتي لقُربي

ناهلاً من نهرِ حُبي
طيفُها الهادي الرَّزينْ

فاستماتتْ في ابتعادِ
في الضُّحى لا يستقيم


ما استجابتْ عن عنادٍ
وانتقامٍ من ضنينْ

يرحمُ اللهُ الليالي
حيثُ كان الحبُّ دينْ

قالتِ اقْبَع وسْطَ قلبي
مثلَ ضيفٍ أو سجينْ

رحتُ طيراً سُلَّ خيطاً
واستقلَّيتُ السَّفينْ

خُضتُ في بحرٍ لأنجو
خانني الرَّكبُ اللعينْ

غُصتُ في الأعماقِ ليلاً
رغْمَ كيدِ الكائدينْ

مُوقِناً فيها هلاكي
راجياً عونَ المُعينْ

يغفِرُ اللهُ التَّوهُّم
قلتُ أخبِرْكَ اليقينْ

إذ أتاني الوحيُ ليلاً
ناهياً عنْ أنْ أبينْ

في غَدٍ بِشْرٌ عظيمٌ
في صُدورِ المُؤمنينْ

في غَدٍ فتحٌ قريبٌ
 للجنودِ الثَّائرينْ

فاستمِعْ للنَّايِ يحدُو
مِنْ جذورِ الياسمينْ

واكتَفِ بالقدْرِ هذا
سوفَ تُخبِرْك السِّنينْ

عن وزيرٍ صَارَ عوناً
طيِّبٍ في كلِّ حينْ

***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه