منطق جديد

0

و أعَدْتُ طَرْحَ المسألة
و غرِقتُ في التَّفكيرِ صُبحاً
باكتناهِ المُعضِلةْ
و مُجَنِّباً حُبِّي لكِ
 و هو الأساسُ المُشكِلَة
و سَرَدْتُ أشعارَ التَّغزُّلِ
و الدَّواوينَ التي
بجمالِكِ الأخَّاذِ كانت
أو حديثَ الحُبِّ فجراً
من شفاهِكِ أنهَلُه
أو مِن أحاديثِ السَّحَرْ
و سَبحتُ في سُكرِ الفؤادْ
و طفِقتُ في جَمْعِ الحصادْ
و كناثرٍ في مَجمَرٍّ ذرَّاتِ رملٍ أو رمادْ
في حُبِّها ما أدخَلَه
في حُبِّها ما أعجَلَه
***
أضحيتُ أحسِبُ واقعيَّاً
منطِقيَّاً
مثلَ تفكيرِ البشرْ
فوجدتُني و كمِثلِ ثوراتِ الشُّعوب
إذا رَجَعتُ لكُنتُ غفلاً
أحمقاً أو مخفِقاً ما أجهلًه
***
و أكرِّرُ التَّسآلَ فيكِ تعجُّباً
كيفَ الرُّجوعُ
أو المضيُّ بغيرِكِ المجهولِ قُدْمَاً
أم كيفَ أحيا في حياةٍ
لو أشاءُ بغيرِكِ قد كنتُ أحيا
لكنَّني أضحيتُ في بَلَهٍ أقول
:"كيف السَّبيلْ
و لقد تعبتْ
لا لا وربِّي ما مَلَلتْ
لكنَّني في حُبِّكِ الغالي تعبتْ
كيفَ السَّبيلُ فديتُكِ
كيفَ السَّبيلْ
كيفَ السَّبيلُ
و كلُّ ما حولي لكِ
و كلُّ ما مِلكي لكِ
حتَّى السَّميرُ أو الرَّفيقْ
حتَّى الجدارُ أو الطَّريقْ
حتَّى الزَّفيرُ أو الشَّهيقْ
حتَّى كؤوسُ الشَّايِ في بيتي لكِ
حتَّى فناجينِي لكِ
و لُفافةُ التَّبغِ لكِ
حتَّى مفاتيحي لكِ
حتَّى أنا بِتُّ لك
***
فلتحسَبي أنِّي أوافِقُ
أن أزوَّجَ بنتَ ذاكَ الشِّيخِ في الميدانِ
أو مِن آلِ ذاكَ التَّاجِرِ المشهورِ 
في الحمراءِ أو
تلكَ الطَّبيبةْ الماهِرَةْ
فلتحسبي أنِّي قبِلْتْ
و أنَّني رُحتُ الخطيبَةَ للسَّمَرْ
أو أنَّنا رُحنا نُرفِّهُ
في الرُّبا أو في الحقولْ
أو نشتري بعضَ الفطائِرِ و العصيرْ
أو نكتري سيَّارةً
و بها نُسافِرُ أو نسيرْ
أرجوكِ قولي
ما أحدِّثُها
و كيفَ أُرَتِّلُ الأشعارَ أو نقرا الكُتُبْ
إذ كلُّ ما ألَّفتُ
أو صنَّفتُ
أو غنَّيتُ
كانَ بِحُبِّكِ
قولي لي كيفْ
فتخيَّلي أنِّي قَبِلتْ
قولي لي كيفَ سيُنشَرُ الدِّيوانُ ذاكَ
و كُلُّهُ بيراعِكِ الغالي كتبتْ
و كلُّهُ بجمالِك الأخَّاذِ كانْ
و جُلُّهُ عن قَدِّكِ
أو خدِّكِ
و الوعدُ و القَسَمُ الذي أقسمتُهُ
لا قبلكِ
أو بعدَكِ
لودِدْت أن أضحي بيومٍ
***
منطقيَّاً مثلَ تفكيرِ البشرْ
فودِدْتُ لو أنِّي بقيتُ كمِثلِ تفكيري
جنوني مع هيامي
في التَّخيُّلِ فلسفياً
لا أبالي بعد ذلك أين سوَّاني القَدَرْ.

***


مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه