كفِّي التَّملُّقَ

0



كفِّي التَّملُّقَ قد أذِنتُ لأدمُعي
تجري و قدْ خُبِرَتْ بخَطبٍ أفظعِ

مالي ؟! ألا أبكي و دمعُ دمشقَ قدْ
ملأ الدُّروبَ ... و شمسُنا لم تسطَعِ

كُفِّي التَّملُّقَ قد تسجَّى عمُّنا
بل و اكتسى بُرَدَ الرَّحيلِ المفجعِ

كفِّي التَّملُّقَ و استعيضي عنه بالـــ
آيات تترى يا ظلومُ و أتبعي

***

عمَّاهُ : قد كنتَ السَّلامَ و سِدرَةً
لُذنا بِها ... و الطَّودَ كُنتَ بأربُعي

عمَّاهُ قد كنتَ اليمانَ و فخرَنا
و اليومَ في ذاكَ الرِّحابِ البَلقَعِ؟!

دمعي ! تُرى دمعي و دمعُ دمشقَ هل
يُبدي رثاءَ الشَّاعِرِ المُتوجِّعِ ؟!

فبِكُلِّ دربٍ كنتُ أقرأُ نَعوةً
تنعى لنا تحتَ الظَّلامِ المُدقِعِ

تنعى لنا ... و الشَّامُ تنزُفُ ... و الثَّرى
فاحَ الشَّذى بعبيرِهِ المُتَضَوِّعِ

فاحَ الشَّذى ... فتهيَّأ الأجدادُ في الــ
ـــدحداحِ : أهلاً بالرَّفيقِ الأصمعي

فتصاغرَ التُّجَّارُ في أعتابِهِ
لصلاحِهِ ... سمِعوا بما لم يُسمعِ

فرأى رياضاً في القبورِ .. فخِلتُهُ
شيخَ الورى ... و ظننتِّه لم يَصنَعِ

لكنَّهُ لبِسَ التِّجارةَ حُلَّةً
و الزَّهدَ و التَّقوى بقلبٍ أصمعِ

لكنَّه لبِسَ التِّجارة حقبةً
يكسوا  بها الأيتامَ ... هيَّا فاسمَعي

كُفِّي التَّملُّقَ كان عمِّي آيةً
كفِّي التَّملُّقَ يا ظلومُ و أسرِعي

كفِّي التَّملُّقَ يا ظلوم فإنَّني
أُرهِقْتُ من سَيرٍ  بدهرٍ مُسرِعِ

كفِّي التَّملُّقَ يا ظلومُ فعَبرَةً
سالتْ ضُحىً ... و قد استجرتُ بأدمُعي

فعلامَ تؤذيكِ الدُّموعُ ؟! فزِدتِها
أنَّاتِ قلبي في الضُّحى ... و تفجُّعي!!

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه