ساقطة تحت خيوط الشمس

0



لدليلِ الهاتفِ صفحاتٌ
 

تتلوَّنُ حُمرَةَ أو صُفرَة
 

و بها أثداءٌ لا تُحصى
 

لكنِّي ندِمتُ إذاً ثورة
 

مزَّقتُ الدفترَ مُعتَكِفاً
 

في جوفِ البيتْ
 

أغلقتُ الهاتِفَ و الشَّبكة
 

فالدفترُ قد مَحَقَ البَركة
 

أحرقتُ الدَّفترَ...
 

بل كنزي
 

أبقيتُ الصّفحاتِ الأُولى
 

الصّفحاتُ الأولى من الدفترْ
 

كانت تقتُلُني بذِِكراها
 

كانت كالسَّيفِ أو الخِنجَر
 

لكن قررتُ بأن يُشفى
 

إدماني و حُبي للدّفتر
 

لكني عصَيتْ
 

أنا رجلٌ صِنديدٌ يعتو
 

رجل محتالٌ لا يَسأل
 

لكني نسيتْ
 

و فتحتُ الصَّفحاتِ الأولى
 

و طلبتُ الأرقامَ الأولى
 

لورين!!
 

فردّتْ مُنتحِلةْ
 

صوتَ الشغالةِ فاعتذرتْ
 

خابرتُ رُويدَةَ فاستحيتْ:
 

"أنا تُبتُ و صُمتُ و صلَّيت"
 

فطلبتُ زُبيدَةَ فأجابت:
 

"لكنِّي لستُ في البيت"
 

خابرتُ ولاءَ فما رَدّت
 

حاولتُ صفاءَ لقد صَدّت
 

في منزلِ فاتنَ أطفالٌ
 

قالوا يبكونَ: "قدِ انتحرت"
 

حاولتُ بعشرةِ أسماءٍ
 

إخلاصُ:
 

"سافرتُ إلى النرويج" قالت
 

إيناس:
 

أسِفَت... بل شَتَمَت و تعالت
 

فدوى: دمعتُها سالت
 

و صفيّةُ: زوجي في البيت
 

أخرى أخشى و أخاف
 

و أخرى قد تابت
 

فانفجَر الغيظ
 

فأمسكتُ السّماعة
 

رميتُ بها الحائط
 

كسرتُ الهاتفَ و تعالتْ
 

صيحاتٌ أخرى من الهاتِف
 

أمسكتُ الصفحاتِ الأولى
 

و رميتُ بها نحو الشارع
 

و انطرق الباب فجاءة
 

جريت إلى الباب أسارع
 

شوقي لامرأةٍ تغشاني
 

فإذا شبيحٌ عنفني
 

أَرَمَيتَ بِهذا في الشارع!!
 

أيقنتُ بأنَّ النحسَ غدا
 

من كلِّ جهاتِ الكونِ عدا
 

فاحترتُ أقولُ فما أفعل!!
 

فغدوتُ لأقربِ خَمّارة
 

فقعدتُ لجنبي غانيةٌ
 

تُشعِلُ سيجارة بسيجارة
 

قَررَّتُ لأَرمي الصنَّارة
 

و عزمتُ أقومُ لها , قامت
 

و أتتْ تترنَّحُ تتمايل
 

كغزالٍ ثمِلٍ يتخايل
 

جَلَسَتْ فاستحيا الكرسي من
 

ثوبِ الحسناءِ و ما استحيت
 

قعدتْ قد كشفتْ ساقيها
 

و تحاوْلُ رفعَ التنّورة
 

فعجبتُ و قلتُ لها إنا
 

في الحانةِ , لسنا في البيت
 

و بِذِكرِ البيتِ أظنّكِ أن
 

نُسّيتِ ثوبكِ في البيت
 

ضحِكت تتقهقه  و تعالت
 

أصواتُ الضحكِ بأسماعي
 

بدأتْ أنظارٌ تأكلها
 

حولي فتزيدُ بأوجاعي
 

أمسكتُ بيدِها كي تهدأ
 

فاشتعلتْ شهوتُها و أنا..
 

و أنا مشتعلٌ لا أُطفأ
 

نَهَضَتْ و اقتعدتْ في حِضني
 

فشعرتُ شُعوراً و كأنِّي
 

لا أعرفُ للشِّعرِ مُسمَّى
 

فغضبتُ عليها
 

و قد صبَّت
 

في رأسي و بِجَسدِي النّخوة
 

و اشتعلَ الرأسُ و خدّايا
 

بحياءِ العفةِ و المِنعة
 

فظننتُ بأنّي إنسانٌ
 

أو أُنثى تذوبُ كما الشّمعة
 

 و كأني لا أعرفُ أبداً
 

جسدَ النِّسوانِ أو المُتعةْ
 

لا أعرفُ طعمَ الخمرِ... و لا
 

نكهةَ كاساتٍ أو جُرعة
 

لا أدري ما لونُ الخمرة
 

لا أعرف ما طعم الخمرة
 

لم ألمِسْ أبداً بحياتي
 

نهداً أو خصراً أو نحرْ
 

لم أقرب أبداً لفراشٍ
 

ما أعرفُ كيفَ يصيرُ الأمرْ
 

ما ذُقتُ النشوةَ و الشهوةْ
 

و القُبلةَ أبداً في الدهرْ
 

و شعرتُ بأني كصبيٍ
 

لم يبلُغْ تِسعاً أو عشرْ
 

و شعرتُ بأنَّ ضُلوعي صارت
 

قطعاً من نارٍ أو جمرْ
 

و شعرتُ بأنفاسي تبدو
 

أبياتاً و قصائدَ شِعرْ
 

لم أعرِف ما كنتُ و ما صِرت
 

لم أعرفْ لم تعرِفْ أبداً
 

هل خِفتُ الأشخاصَ و حولي
 

و جميع الأشخاص على السُّكر!!
 

و سبَحتُ بهذا الفِكر إلى
 

أن خِلتُ الكَرْمَ من الجنَّةْ
 

فظننتُ بأني صِدّيقٌ
 

بل خلتُ بأني قِدّيسٌ
 

أو أني ملِكٌ
 

أو أني...
 

لا أدري
 

مخلوقٌ من صِنفٍ أعظمْ
 

مخلوقٌ ..و النوعُ جديدْ
 

مخلوقٌ ..و الجسمُ شديدْ
 

فأنا فأنا لستُ أنا
 

ناداني صوتٌ
 

لم أعرِف من أين الصوت
 

فأملتُ برأسي
 

فرأيتُ خيوطاً تدخُلُ من شُبَّاكِ الفجر
 

فسموتُ عن الدنيا و رُفعتْ
 

ما عاد الناسُ يروا أني
 

كملاكٍ من نورٍ أبيض
 

أستلقي فوقَ خيوطِ الشَّمسْ
 

ترفَعُني تسْحَبُني سَحباً
 

من قَعرِ الظُّلماتِ الخَمْسْ
 

خمرٌ و حشيشٌ و نُهودْ
 

و صديقُ السَّوءةِ و نُقودْ
 

فرُُفِعْتُ عن الأرضِ و سَمَوتْ
 

مُرتاحاً أسْبَحُ مُشتاقاً
 

لكني لا أرنو الشمسْ
 

يسطيعُ الأعمشُ أن يرنو
 

في عينِ الشمس؟!
 

يسطيعُ الأخرسُ أن ينبِس َ
 

أو يهمِسَ همس ؟؟!!!
 

لا يقدِرُ لا يقدِرُ أبداً

 

***
 



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه