طريق الورد

0


نـــــاجـَيـتِـني ...فـالطَّرفُ مِـنِّي مــُـــــدمِــــعُ
وهمـسـتِ في قــــــلبي كلامــــــاً يُســــــمـعُ

واهــــاً أخي : أدْرِكْ شُمـــوسَ جـَــــفـــــوتَهـــا
نــــــــومٌ جَــفـــاهـــا ... و اســــترابَ المخدعُ


واهــــاً أخي : أدْرِكْ شـُــــيـوخَــــــاً أوْحَــــلتْ
بِهِمُ الحــياةُ لـــبِــَيــنِــكُم , فـــــاســترجَــعُـــوا

واهــــاً أخي :أدْرِكْ دُمـُــــوعــــَـــاً في الــــدُّجى
سَـحـَّـــتْ لـِفَـقـدِكَ ... هل تـُـراكَ سـترجِعُ ؟

فــكـفـاك بـيـنـاً يــا أخي ... فـارجِـعْ لــنــــــا .
وكـفـاكَ هَجْـــراً ... فــــالــقُــلـــوبُ تَـــقــطَّـعُ

***

نــــــاجيتِني ... و أنــــا المـَشـوقُ ، و ما أرى
في الــنــَّاسِ خـِــــــلَّاً أو حـَبـيـبَـاً يَشــــفـَــــعُ

نـــــاجيتِني ... و الـنَّـاسُ حــــولي خـــامِــــدٌ
إحـــســــاسـُـــهُم ، والخــــــيُر مِنهُمْ يـــُــنزَعُ

نـــــاجيتِني ... نَسـَمَـاتـُكُم خمــــراً غـَــــدَتْ .
نــــــاجيتِني ... بســـمــاتـَـــكـُمْ أتـــَــتــــَـبَّـعُ

نـــــاجيتِني ...قــــلـبي الـمَـشُـوقُ لـدِيـِنـكـُنَّ
لـِعـلـمِـكُـنَّ ... لخُــلــقـِـكُـنْ... و الأضــــــــلُـعُ

نـــــاجيتِني ... و أنــــا الـمَشـوقُ لــريحِــــكـُـنَّ 
لِـنَـفـحـكُـنَّ ... لــطِــيــبِــكُــنْ يــتـضــــــــــوَّعُ

نــــاجيتِني ... و أنـــا الـمـشـوقُ ... نـســائِـــمٌ
تشــــــفي الَّـلــــديــغَ ... و بـالّـَلــــديـــغِ توجُّعُ

نـــــاجيتِني ... و الـطَّـرفُ مـــــــنِّي مُــــدمـِـــعُ
كلَّمتني ... و الــــــدَّارُ خـَــربَـــــةُ ... بــلــقـــعُ

***

حــــِــــكمٌ أخيَّةُ لَمْ تــَــزَلْ مُـــنــــذُ الـــصِّـبــا
يُـنْـبي بـــــهـــا فِــكْـرٌ ... و قـَلـبٌ أصمــــــــعُ

و أنــــا حــــكيمٌ لـــــم أزَلْ ... و ســـــأرتـقــي
فـــَــذٌّ ... شـِــهــــابٌ ... بـل خطِـيبٌ مِصقَعُ

أضـحـيـتُ في كـنـفِ الإِبــــاءِ ... مُـهـذَّبـَــــاً
عــَــلَــــمــــاً... و عِلـمـاً سـائـِـغـاً أتـــجـــرَّعُ

أضـحـيـتُ شِـبـلاً لا أهــــــــــابُ مــــَــذلــَّـةً
و الــشِّــعـرُ نَجـْـــــمٌ في ســمــــائي يَلــــــــمَعُ

و الـعـَـــينُ فـــــرحى ... و الـفــُـؤادُ فــــــراشَةٌ
في روضـَــــــةٍ ... و الـــشَّـــهـدُ مـنـهـا ينبُــــعُ

حــــتَّى إذا أفــَــلـَتْ شُمـــــوسُ مشــــــاعِــري
فـــــــالـــشِّــــــعرُ نجـــــمٌ غـائـِبٌ لا يطــــلُعُ

و الجِـسـم مُـضـنى ، و الأحــاسـيـسُ ارتمَتْ
أمـسيتُ في كــنـفِ الـمــعـــاصــــي أرتـَـــــــعُ

أضـحـيـتُ شِـبـلاً لا أهـــــابُ مــــــــــذلّـــَـةً
أمسيتُ كــالحِمــــــــلانِ إذ هي تـَــــــــــهـرَعُ

***

قد بتُّ لـــــيــــلاً تـــــائـهـــــاً في ظـُـــــلـمـةٍ
ضيـَّــعتُ نـفــسي ... و الظـــَّـلامُ يُـــضــــــيِّعُ

أثــقـــلـــتُ بـــــــالأوزارِ منِّي كــــــــــــاهِــلاً
والجـســمَ سُمَّــــــــــاً بــل رُعــافــاً أنــقــــعُ

أَأُخيَّتي : لـــــــو تـــُـــــدرِكي لـــســــألـتُ: "إن 
عَبَسَ الزَّمانُ ... فما – فديتكُ– أصنَعُ ؟!"

عَــبَسَ الــزَّمــــانُ ... و كُلــــُّهـمْ في غــــفــلـَةٍ
عــــــنِّي ... و شِـعــري خـَـامِـــدٌ ... يـتـقوقــَعُ

عَـبَسَ الــزَّمــــانُ ... و لـلـذِّئـــــابِ تــــبــسُّــمٌ
حَمـَــــلٌ  و ذئـــبُ و للـرُّعــــاةِ تضــــرُّعُ

عَـبَسَ الــزَّمـــانُ و مــا استَطعتُ لخَطبِهِ
دفعاً فخَــطــــبٌ فـــــــادِحٌ و مُـــــروِّعُ

عـَبَسَ الــزَّمــانُ ... و مــا جَــــلـُـدتُ لــرَدْعِـهِ
بــــــــل أيُّ حـِــصـــنٍ تي المدافعَ يردَعُ ؟!

حِكمٌ بـــنــيَّــــةُ لم تـزل مــُنــــذُ الــــصِّــبــــا
يــــــا ليــتَ شعري هل تؤوبُ ؟! و ترجِعُ؟

***

هم يـحـسَـبـوني عــاصــيـــاً لا أرعــــــــوي
و الـــــدَّمـــــعُ منِّي ســـلـسبيلٌ طَـيــِّــــــعُ

هم يـحـسَـبـوني غــــافــــلاً عــــن مــــذهــــبي
عن غــــــــايتي أو لـــلَّـــذائــــذِ أهـــــــــرَعُ

هم يـحـسَـبـوني فـــاسـقـاً بـــــــل مــــاجــنـــاً
لا أستــــــقـيمُ على الـطـَّـريـقـةِ أخـــــضَـعُ

هم يـحـسَـبـوني ... فــــــاضــــرِبُـوا أخمـــاسَكم
ســـــــتَرَونَ مـــــا لم تحسَـــبـــوا تـــتــــوقَّعوا

حِكَمٌ بـشِـعــري لم تـــــزل مـُنــــذُ الـــصِّـــبــــا
و الشِّــــــعرُ ســيــفٌ ... بـــل سهـــامٌ تـَــنـجَعُ

***

أأخـيـّـَــتي أبـنـيـَّـتي: لا تــجــــــــــــــزعـي
فـــــالــلَّـيــل ولَّى ... و الشُّــــموسُ ستَسطَعُ

لا تحــــــــزَني ... مــــــا للصُّــــــــدودِ تــواجُدٌ
إذ مــــــــــا تَرَينَ الشَّمسَ لاحــــــتْ تـــطــــلُعُ

لا تحــــــــزني... لا تـــــيــأسي ... لا تــقــنـَـطي
تـــتــنهَّــــــدي ... تـــتـــــأوَّهي ... فسأرجِـــعُ

عــبـــثـــاً أحـــــاولُ ... بل و صــــدري مُـــدنِفٌ 
في صـــرمـِــــنــــــا ... و قــــلــــوبـُنـا تتقطَّعُ

كم مــُــقــــلـــةٍ ذرَفـَـــتْ !؟ و كم في بـيـــنـِـنَـا
بان الــــــــــــرُّقادُ !؟... بلِ اســــــتَرابَ المخدَعُ

و الطَّيفُ و النَّجوى و حزنٌ و الأسى
في كلِّ ليــــــلٍ ... أو صبــاحٍ يَــــــتــــــبَـــعُ

أأخـيـّـَــتي: لا تـحـــزني بــــــــــل أبـشـِــــــري
هــــــــذا الـــصَّــــبـــاحُ بمِســـكِهِ يتــــــضوّعُ

أأخـيـّـَــتي: هـــيَّـــــا بــنــــــا ... لا تكسـَـــلي
هــيَّـــــــا نَشــيـــدُ الــــدَّار ... إذ هي بـلـقَـــعُ

هـيـَّـــــا نَشــيـــدُ الـــدَّارَ ... نُعلي صـــرحَـهـــا
بــــــــاب العُلى ... بــــــاب الـمعـــارِفِ نقرعُ

هــــيَّـــا بِــنـــا ... فالـنَّـــومُ يُغــري مـُـقلــــةً
هــيَّـا بـِـنــــا ... مـــا فــــــاز قـَــــومٌ هُجَّـعُ

هـــيَّـــا إلى الـعــلــيــاءِ هُــــبِّي ... إنـــهـــضي
فَخـُــــــذِي سِـــهـــاماً بــــل سُــيــــوفاً  تـقطعُ

بــــــاب الــكـــريمِ لتَـــطــرُقي ... و تــذلَّــــلي
لا تـقـنـَطي ... و تـــــــــأمَّــــــلي مــا يصــــنَعُ

حِكَمٌ بـــنــيَّـةُ لم تـــــزل مـُــــنــــذُ الـــصـِّبــا
و الشِّـــــــعرُ نجـــــــمٌ في سـمــــــائي يــــلمَعُ

***

واهــــاً أخـيـّـَــتي... تدركينَ شـيـــوخَــــنـــــــا
فــــالـــــــبرُّ ديني ... بـــــل بــــــه أستمــتِـعُ

كم ظــُـلــمـةٍ ضــاءتْ لــوجهِــهِــمُ ... فـلا
 جيشاً أخـــــــــافُ ... و لا هُمــــــوماً تـــقـرَعُ

يـــــــا بِنتُ : هُبِّي فـــــاطــلـُبي مـنهــم رضا
ذا مـــغــــــنَمٌ ... لا يُجـــهــــــلنْ فــيــُـضيَّعُ

ذا مــغـــنمٌ لــــــو تـــدركي مـــــــــا ســـــرُّه
نـــــــورٌ نســــــير بــــه ... و حِصـــنٌ يــردعُ

نــــــــورٌ لـــنا في دربـــنــــا بـــــل بـــلـــسمٌ
يشـــــفي الجِــــــرَاحَ ... بـــــل الرَّزايا يـــرفَعُ

في روضـــــــةٍ نحـــيـــا ... و بِشـــرٌ في الـفضا
تحـلــــو الــــدِّيـــارُ بــقـــُــربِهم ... و الأربــُــعُ

و هُمُ الحـــيــــاةُ ... و ذِكـــــرُهـُـــم أُرجُـــوزَةٌ
فبِها الحـــيــــاةُ جـمـــالــُــهــــــا لا يــُـــنزَعُ

و هُمُ الـــغــمــــامُ يـُــظــلُّـنـا ... و الـغـيـثُ في
طــــيَّـاتـِـــه ... و هُمُ الــقُـــلــــوبُ الخُشَّــــعُ

فـلـتـــصــنــعي حــلـــوى لــــهـــم بــنــجاحنا
فـــــغـــداً نجـاحـاً ... بــــل مقـــــامــاً أرفــعُ

حِكمٌ بـــنــيَّــةُ لم تــــزل مــــــنــــذ الـــصِّـبـا
يُـنْـبي بــــهــــا فِــكْـرٌ ... و قـَلـبٌ أصمــــــــعُ

و أنـــــــا حــكيمٌ لم أَزَلْ ... و ســـــــــــأرتقي
فــــــذٌّ ... شـــهــــابٌ ... بل خطِيبٌ مِصقَـــعُ

فــلــتــفـــرحي ... و لـتـمـرحي ... و ليرقُصَن
مــنـكِ الجَـنـــــانُ ... و تي الــقصـــائــــدُ تـتـبَعُ

***




مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه