من أيِّ شيءٍ أستجيرْ

0

من أيِّ شيءٍ أستجيرْ
و بأيِّ شيءٍ أستعينْ
و أنا الذي صيَّرتُ صخرَ الطَّودِ
كالقمحِ الطَّحينْ
و أنا الذي أرسلتُ شِعرِي
بيِّناً للمُؤمنين
نورُ حرفي قد أضا
للإِنسِ و الجِنِّ السِّنين
من أيِّ شيءٍ أستجيرْ
و أنا الملاكُ المُنتَظَرْ
و بأيِّ شيءٍ أستعينُ
على الفوادِحِ و الخَطَرْ
و أنا هُنا ربُّ القوافي
طارَ لحني فانتَشَرْ
فترى طيورَ الجوِّ تغدو
شارداتٍ
تستمع لحني تُسَرّ
حتَّى لإِنَّ اللَّحنَ لحني
يبلُغَنْ قعرَ المُحيطْ
فَتُسَبِّحُ الأسماكُ حمداً
تسجُدُ الحيتانُ شُكراً
كيف يُطربُها الوَتَرْ
و أنا بِربِّي أستعينْ
يا ربَّةَ الوجهِ المُسجَّى
في مَلاءَةِ ياسمينْ
نفسي فِداءُ حِجابِكِ الغالي الثَّمينْ
يا ربَّةَ الوجهِ الَّذي
بسيوفِه قَطَّعتِ أوداجَ القُلوبْ
فرويتِ مِن دمِها القليبْ
و رميتِ فيها فوقَها
فأتيتِ كي تُبدي النَّحيبْ
و رسمتِ فوقَ نُعوشِها
شكلَ الهِلالِ مع الصَّليبْ
و استقتِ فيها أينُقاً
و سقيتِ أهلَ عزائِها
من ضرعِها
و جنودَها قَدَحَ الحليبْ
ما أحلى وجهكِ حينَها
و هو المُحوَّطُ بالسَّوادْ
و أرى لِقَدِّكِ هالةً
لاحتْ أماراتُ الحِدادْ
يا ربَّةَ الوجهِ المُنيرِ
بأيِّ شيءٍ أستجيرْ
فبكِ و منكِ أستجيرُ و أستعينُ
وأعتذِرْ
و أنا المُسجّى بالحُفَرْ
و أنا العيُّي المُستكينْ
كيفَ التَّخلُّصُ من ذُنوبي
و  الحسابُ لديكِ أعلمُ
شرُّ أنواعِ العِقابْ
فبأيِّ شيءٍ أستجيرْ
يا ربَّة الوجهِ المُنيرْ
يا ربَّةَ الوجهِ الذي
سوَّى عظامي عِبرةً
للنَّاسِ في كلِّ العُصورْ
فأنا بربِِّكِ مُسلمٌ
بل مُستَتَابٌ مِن ذُنوبٍ
فامحيها
فبِكِ استجَرْتْ
***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه