الفرس الأصيل

0



فرسٌ من النّورِ التّراثيِّ
المُعاصِرِ و القديمْ
لَبِسَ العَباءَةَ من جِنانِ الخُلد
بيضاءَ تبرُقُ
و الحواشي من وَرِق 
فأتاني يعدو سَابِحاً
كالسّيلِ يجري لا يَكَلّ و لا يَمَل
سلِسَ المقادِ ظننتُه
لِحَيائِه العذراء ها قد خلته
فرأيتُه كغَزَالةٍ لمّا أَطَلْ
يجري و يَسحَبُ خَلفَه
شلالَ نورٍ مُنسكِبْ
شالاً مُطرّزَ بالذّهَبْ
شالَ الحريرِ كأنّهُ عَجَبُ العَجَبْ
يُكسى لحَسنَاواتِ روما
شالٌ منمَّقُ رُقِّمَتْ أرجاؤُه
و توشَّحتْ
و تَغَلغَلتْ بقماشِه
خيطانُ من نورٍ و نارْ
قد تَمَازَجَ و القَصَبْ
فاحتارَ طَرْفي و انحَسَرْ
وارتدَّ طَرْفي بالبريقْ
و عادَ طَرْفي من وَميضِ البَرْقِ
يشكو و انكَسَر
***
فغدوتُ أرنو بالمرايا
لستُ أشبَعُ مِنْ أساطيرِ الجِنانْ
أو الخُرافاتِ التي تُروى بروما
فرأيتُ بالمرآةِ هيكَلَ
سَدّ فرجَ البابِ لمَّا أن وَصَلْ
و البابُ أمتارٌ بأَمتارٍ
عجِبتُ لصَهْوةِ الفَرَسِ الأصيلِ علائِها
لمَّا دَخَل
و كأنَّها فُرْشٌ وثيرَةُ
بالخَمَائِلِ وُسِّدَتْ
و بِسرجِه جِلدٌ رُخاميٌّ عقيقٌ
قد ترصَّعَ بالصَّدَفْ
و على حِزامِ السّرْجِ
كلُّ زخارِفِ الشَّرقِ القديمْ
من فِضّةٍ أو مِنْ خَزَفْ
و لِجَامُه كضَفَائرٍ هِنديّةٍ
سَلِسَ المقادِ ظننتُه
لحيائِه العذراءَ ها قَدْ خِلتُه
و صهيلُهُ مِزمَارُ داودَ الذي
ألقاهُ في مَدريدْ
يغدُو بأجنِحَةِ الخيالْ
يغدو و إسراعُ الخيالِ ما لهُ تحديدْ

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه