قِصّة حُبٍّ انتَهَت قبل أن تبدأ

0


عـَــجَـــبَـاً أعـودُ كطـفلـةٍ في الأربـعينَ ... و لي ولي؟!
بعـــدَ المَشِيبِ ... تَعـَـجُـّــبــاً عـَـينٌ كَسَـيـْفٍ فَيْـصَـلِ
بعــدَ المشيبِ ... زُبيدةٌ في نَـــــارِ حـُــبٍّ تصـطــلي  !
فــالقلبُ مِـلـكاً لــلــفـَــتى القـُرَشيِّ ...ذاكَ الأكحــــلِ

***

أزبيـدُ : لا ... لا تعـجبي ... عِندِي الـزَّمانُ كما يــــلي :
عـِـندي السِّـنـونُ دقــائــقٌ  ... عبـدي الــزَّمانُ يخرُّ لي
و مـعي اللـيالي ألــــفُ عـــــامٍ ... أو أُشـيرُ فتنـجــلِ
ربُّ الــقــوافي ... سـَــــــيِّـدٌ ... أزبيدُ : لا لا تعــجـلي

***

أَفَقَيْصَرَ العُشَّــاقِ : لِمْ رامــــَـــــتْ سُيُـوْفُكَ مقتـلي؟!
أم مـُـستَـبـِـدٌّ بــالنــــِّــســا تســبي القلوبَ فـتُـذْلـِــلِ
أم هيكلٌ ؟! أم معبدٌ ؟! تَشْرِي العـُـرُوْشَ فَتـَـعْتَلي؟!
أَمَـةً أعــــودُ بحـُـبـــِّـــكــم في الأربـعين؟! و لي ولي

***

أزُبَيْـدُ : هـَـذَا العَرْشُ عَرشي ... في السَّـــــمـا فَلتَسْألي
أو  فــــــــاذهبي فَسَلِي المُلُوْكَ ... لْتصْعَدِي أو تَــنْزِلي
و  تــَــــدرَّجي عـَـــبْر العُصُــوْرِ إلى الــــزَّمـانِ الأوَّلِ
أزُبَيْـدُ :  لَيسَ تـَفـَـــاخُراً أُورِثـتُـه ... فـتـمـــهّـَـــلي
أزُبَيْــدُ :  لَيسَ تكـبّــُراً ربُّ القَصِـيْـــدِ .. تَجَـمَّــــــــلي

***

و  لقـد رأيتُكَ ســـيِّدي لمّـَـــا مَـــــرَرْتَ بِمَـــنْـــزِلي
فنظرتُ مــن خَلفِ السِّـــــتَارِ الأحْمـَـــــرِ المُــتُـسَـدِّلِ
و رأيتُ هيبَتَكُم سَنــَــاءً في ســَـــمَائي يـَـعـْــتـَـــلي
و رأيت ُحـــاشيـــةً  و عِزَّاً  و المـَتـَـاعَ المخمَـليّ
فَظَنَنْتَ أنّي كــالــئِسَا... بل قُلْتَ : "إن شِئْتِ ارْحَلي"
و أنـا كـمـِثْــلِـكَ رَبّـَــــةٌ ..... لـَـكِنَّني لا عـَـــــرْشَ لي
أَفَقَيْصَرَ العُشَّـــــــاقِ : إن أزْمَعْتَ صـَـرْمي فـــأجملِ

***

فَأتى الصَّباحُ و قهوتي , و شَـدَا النّسِيـمُ و  بُلبـُـلي
طرُبَ الحَمَامُ و فَاحَ رَوْضِي بـِــالشــّـَـذا ... و قَرَنْفُلِ
فَنَظَرْتُ شـُــرْفَتَكِ التي في القَصْـرِ  و هَمَسْــــتُ انـزِلي
بِوَقَاحَةٍ رَقَصَ السِّتارُ و قال : " رَاحَـتْ ... فَاعْـزلِ"

***

رَاحَتْ زُبَيـدُ و  فـَرْحَتي ، رَاحَتْ لِبَيـْـــــتٍ هَـلـْــهَـــلِ
رَاحَتْ تـُطَـرِّي شِــفَـاهَـهَا و تَعِيشُ عيـشَ سَبَـهْلـَـلِ
رَاحَتْ تُسبِّلْ شَعـْــرَها... بـــــل تَقْتـَـني الكَعْبَ الـــعَليّ
رَاحَتْ تُثقِّفْ جِسمَهَــا تَسْتـَـــــــــذْكِرُ الــدَّهرَ الخَــليّ
رَاحَتْ تُهـــذِّبْ نَفســَــــها مــِـــنْ شِعـــرِ ذاكَ الأرْذَلِ
رَاحَتْ تَهُــزُّ بِخَصـْــرِهَــا طَرَبَاً عَـلى عـُـــــوْدٍ بَــــليّ
رَاحَتْ تـــأنَّقْ ... عَلَّهَا تـَـبْـدُو كــ "بُطـــُرس أنجـُـلي "
تَســلو بِفِتْيَانِ الجَمـَــالِ فَتـَـذْكرُ الــــــــحـُــبَّ الـوَليّ
و تَقَولُ لِصِحَــابٍ : ألا حَــظِّي كَصَخْـــــــــرٍ جَـــنْــدلِ
رَاحَتْ زُبيدُ و فَــرْحَتي ، رَاحَـــتْ لِعَيـْـــــــــشٍ هَـلهَلِ

***

فـَــلِـمـَــــــنْ سَتَشْـكو هَمَّهَا إذ مــا أتَتْ بِالمُعْضِـلِ ؟!
أم مَنْ يُضمِّـدُ جُرحَهَا ؟! و بِمَـنْ تــَـلوذُ و تـَــخْتَلِي؟!
أم من يُعيدُ فــُـــــــؤَادَهـَــــــــا لِلعَصْـرِ ذاكَ الأوّلِ؟!
و  لِمـَنْ تُنَادِي " قـيــصَـرِي " بـِتــَــودّدٍ ... و تـــدلّلِ؟!
و  لِمَـنْ تَقُوْل:"تَعَـجّبَاً ..في الأربعِينَ... و لي ولي؟!"
أم منْ تـُنَاجِي في الـدُّجَى؟! و من النَجِيُّ يكـونُ لي؟!
خـَــيَّرْتُهَــا .... فـــاستَبْدَلَتْ أدْنَى الـمـَــــنـَازِلِ بالعَليّ

***

يا ليتَ شِعـرِي... هــــل تَجِد مِثْلي و قـلبي المُخْمَلِي؟ّ!
لو كـُـنـْـتُ أعـرِفُ أنَّهــا تلقاهُ ســـَـــأقُوْل : اقبلي
و تَــلَــقَّــفِــي أشـْـعَــــارَه و لْتَحْفَظِيْهَـــا و الحُلي
لـــَــكِنــّـني أدْرِي فَـلـنْ تـلـقى كَمـَــا لَمْ تفْعَلِ

***

أنــا بانتِظاركِ يــا زبُيــدةُ ... إن تشــــــــــائِي عَجِّلي
أنــــا بانتِظاركِ زَفـْـرَتي بعـدَ الفِراقِ كمِــــــرجـَــــلِ
أنـا بانتِظاركِ فـارجـــــعي بعد الرّحيلِ ... أوِ ارْحَــــلي
أنــا بانتِظاركِ لـــــن تعــودِي ... ذاكَ عِلــــمِي الأوَّلي
أنا بانتِظاركِ ... لا تـــعـودِي ... فـــالأنــينُ يَلـَـــذُّ لي

***

هذا الجَحِــيــمُ و جنَّتي مُحِقَتْ ... فـــإنْ شِئتِ اقبلي
و الـــوردُ في الـرّوضِ انثنـَــتْ أعْطــَافُــــه بتذلّـــــُلِ
أمـّــا البلابـــلُ كالــغُـرابِ نعيقُهـا ... لا  تسـألي؟!
والشــــَّهدُ أضحى في فمي كــالصَّبـرِ بل كالحَنـظَـــلِ
و أرى القُصــورَ الـمُتْرَفَه كالقَبْرِ و الكوخِ الــــخـــلي
فَتَكبَّرِي بعـــدَ التّواضُعِ فَــارجِــعِي ... أو فــــارحـــلي

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه