تناقضات

0

فراشةٌ أنا و لهيبْ
أحومُ حولَ حَولي
فيُحرِقُ بعضي بعضاً
نجمةٌ أنا
ومسجدٌ و كنيسةٌ و صليبْ
أرنو إلي
و أقتبسُ من شُعاعي
فتؤذي سنائي عتمتي
و تُزعِجُ ضوئي ظُلمَتي
كأسُ خمرةٍ بيدي
و بأخْرى السُّبُّحَة
أقعُدُ على سُجَّادتي أصلِّي
فتلوحُ لناظري صورةُ نَهدٍ
وامرأةٌ
و حشيشٌ
صليبْ
***
مدنِفٌ أنا
تعبٌ أنا
ذائبٌ
مُلوَّعٌ
مجنونٌ أنا
تائهٌ و تائبٌ أنا يا صغيرتي
والقمرُ يُؤذي نهاري
صباحي و مغربي و ليلتي
ماذا أقول
وهل أقولُ قصائداً؟
وقصائدي ذابتْ
وقريحتي تَقَرَّحَتْ
وشفاهي
يا ويحَ غيرِكَ يا شفاهي
و يا لطولَ ما خاضتْ و سبَّحَتْ
و ثَمِلَتْ بخمرةِ الشِّفاهِ و النُّهودِ و النَّبيذْ
فثمِلَتْ
و سكِرَتْ
و خَمِرَتْ
و انتَشتْ
و طرِبتْ
و رقصتْ
و فَرِحتْ
و ذهَبَتْ كُلُّها
حتى أطلالُها
و لم يبق من كل ذلك إلا ثُمالتي
يا لثمالتي
لم يبقى إلا ثمالتي
فثملت ببقايا الأنين
و عتيق الحنين
جِلْدي
لقدْ بَدَتْ عليهِ تجاعيدُ السِّنين
قدِّي
لقد خاض الأبجديَّة كلَّها
وترك أولَّها وراءَ ظَهرِه
كأنَّه يرومُ آخِرَها
فماذا أصفُ
و ماذا أقولُ يا صغيرتي!!
آهٍ يا صديقتي
وألفُ ألفِ آه

***

مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه