زلَّةٌ أيقظتني

0



ربِّي : شـــكــــوتُ إلـــيـــكَ ذنــبي ... جــُــرأتي
فـــــارحمْ رجـــوتــُـــكَ ذُلَّ حـــالي ... عَــــبرتي

فــــــــارحمْ رجــــوتـُــكَ ذلَّ حــالي في الــــدُّجى
و اقـــبـل إلهي يـــــا مجـــيـــبـــــاً دعـــــــوتي

و ارأفْ بـعـــبـــــدٍ بـــــات يــــدعو بــــاســِـــطاً
كــــفَّ الــــرَّجــــا ... فــعــســـاكَ تـغسلْ حوبَتي

ربِّي : لـــــــذنبي أطَّـــــتِ الأضــلاعُ ... و الــ
أنـــــفـــــاس بـــــاتــــت مــِـــرجلاً مـن حُرقتي

ربِّي : فكم ذرَفـــــــتْ دمـُــــوعي نــــــادِمــــــاً
و أبِيتُ في المِحــــــــــــرابِ راجي الحـضـــــــرةِ

حــــــتّى إذا جــفَّـــــتْ أعودُ مُعَانـــِـــــــــــــداً
عُمُري يضيعُ بـــــذا و ذا... واحســــــــــرتي

عُمُري يضـيــــع بِذا و ذا؟! لا فاستجب
سـُــــــــؤلي ... و صحــــِّـح بـل و قوِّم خُطوتي

***

بــــــالأمسِ قـــــد أســدَلْتَ ســتراً ... فارتقتْ
نـــفـــسي ، وراحــــــتْ في سُمــُـــــــوِّ العـِـــزَّةِ

و طـفـِـقــــــتُ في المحـــــــرابِ ربِّي راكـــعــــــاً
ثمِــــــــــلَ المُحــــيـــَّا مـــــــن وُرودِ الخمـرةِ

و نهَلتُ كـأســـــاً ليس يـــــعـــــدِلُ شِــــربـُـــهُ
بــِـيـــضـــاً... و صُـــفـــــراً في رحــــابِ الحضرةِ

فـرأيتُها فـاقـتْ و تـــاقـــتْ و احتمـــــتْ
بــــــــالـــعـــــرشِ و اقتدْتُ الطَّريدَ بإمرتي

حـتَّى لــــقـــدْ خِـــلــــتُ المَجـَــــــرَّةَ مـركــبـــاً
و الكفَّ بحـــــــــــــراً ... و الرِّيــــــاحَ بقُدْرتي

و الـــــنَّــــجمَ و الأفــــلاكَ ... تـلـكَ خــــواتمـاً
و الأمــــــرَ أمــري ... و الــنِّـــــظامَ كشرعتي

و عجـِـــــلتُ ربِّي للشُّــــــهــــودِ و لم تـعــُــدْ
نفسي تــــُطــــيــــــقُ الوِردَ... أبغي أُجـــــرتي

فــــعـــجِــــزتُ عِــــلمـــــاً بيِّناً ... فــــرفـِقـتَ بي
فـعـلـــِـــمـــتُ عجــــــزاً بيِّنا في شِـــقـــــــوتي

فـــــرحِمتَني و أغـــــثـــتَـني و لطَفتَ بي
نجَّـــيــــتَـــني ... و رأفــــــتَ بي في زلَّـــتي

فـــتـعــثَّرتْ فـتــــأثَّرتْ فـــتهــــافـــتــــتْ
فــتـــنـــاثرتْ فـــتــبـــعثرتْ... أوَكـــــــــالَّتي؟!

أوَكـــــــالَّتي نــقــَضَـــتْ بــنـِــــكثٍ غـَـزْلَــها ؟!
مـــــــن بـــــعـــــدِ نـــورٍ أظلَمَتْ ... واخجلتي

أوَكـــــــالَّتي نــقــَضَـــتْ بــنِــكثٍ غــَزْلــَها ؟!
مُـــحِــــقــــتْ حــــيــــاتي ، أقفَرَتْ ... واحسرتي

أوَكـــــــالَّتي نــَقـَـضَـــتْ بــنـِـــكثٍ غَــزْلـَـها ؟!
بـــــــعــــد الفصاحةِ أعجــــــمــــت!! واسوأتي

واحســـــرتي ... واخجــــــلتي... واســــــــوأتي
واوِحشـــــــتي ... واغـُـــــربتي في وِحــــــدتي

***

ربِّي : شــــــكـــوتُ إلــــيك كُـــــلاًّ في الدُّجى
فعــســــاكَ تـــــقـــبـــلْ ... أي مُقيلاً عـــــــثرتي

يـــــا ربِّ : ذنــــــبي ليسَ يـــــعـْــــدِل كلَّ ما
قــــــــــدَّمتُ... هـــــــل تمحوه ربِّي عَــــبرتي

رحماكَ ربِّي ... مــــــــن لــــــنـــــــا إن أقفَرَتْ
واحـــــــــــــاتُ قلبٍ... و الأيادي شُلَّتِ ؟!

رحماكَ ربِّي ... إنَّ جســـــــمي مـــــــــــدنــفٌ
أصــلـِـــت إلهي السَّـيــــف سيفي أصلـِـــتِ

فمــــــتى؟! عـــــــلامَ ؟! بـــــل و فيمَ أُخِّرتْ
شمسُ الضُّحى؟! بـــــوقــــارِهــــا ؟! بتعنُّتِ؟!

يــــــا ربِّ مـــــــالي حـــيـــــلـــةٌ إلاَّ الـــرَّجــــــا
فعســـــاكَ تغسِــــل - أي مُــــقــــيــــلاً –حوبَتي

***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه