سكر الفؤاد

0



سكِرَ الفؤادُ و زادَ منكِ توجُّعي
و أضاف للألم الفظيعِ تفجُّعي

و ازددتُ بغضاً من فصاحَةِ نهدِكِ الــ
مُزجى ... و كأسٍ من يمينكِ مترعِ

و لَكَمْ بِنَهْدِكِ قد رَكِبتُ سَحابةً
فوقَ الشّآم ... فلا عَليّ و لا مَعي

أيامَ كُنَّا لا نسيرُ على الثَّرى
حتى تُطاوِلَني الذُّرى بِتَرفُّعي

و لقد مَضَتْ تلكَ السِّنونُ و أهلُها
لم تفهمي أو ترعوي أو تقنَعي

و لقد مضَتْ تلكَ السِّنونُ كَغيمَةٍ
حتى تهَلهَلَ نَسجُها بي , فاسمَعي

سكِرَ الفُؤادُ بِخَمرةِ الحُبِّ العتيقــ
ـةِ ... فاستزدتُ و قد أفاضتْ أدمُعي

أيامَ كُنَّا هل غرامُكِ لعنةٌ؟!
أم كِذبةٌ ردَّدتِها في مَسمَعي ؟!

أيامَ كُنَّا تدَّعينَ لقِصَّةِ الـ
ـوهمِ الخُلودَ ... و قدْ قَضَتْ لا تَدَّعي

عشرونَ عاماً و المصيبةُ كُلُّها
أنَّ المصائبَ بعد وهمِكِ إذ نُعي

عشرونَ عاماً كانَ نهدُكِ لُعبَةً
مَحَقَتْ شبابي فاسْتجرتُ بِمَنْ معي

فإذا أنا وحدي أنا وَسَطَ المُحيـ
ـطِ مُكَبَّلاً ... بل ما تَحَرَّكُ أضلُعي

يا لَعنةً شيَّبتِني و قَضَيتُ في
نهدِ التوهُّمِ دَهْرَ عهرٍ بلقعِ

يا لعنةً!! ما كُنتِ قد ألْهَمْتِني
إلا رِثاءَ الشَّاعِرِ المُتَوجِّعِ

يا لعنةً !! أتلفتُ كلّ دفاتِري
و خرقتُ حاشيةَ الكتابِ الأفظعِ

و الذِّكرياتُ محوتُها... صُوراً تُرى
فيها نُهُودُكِ كُوِّرَتْ بِتَصَنُّعِ

و بِهَا رأيتُ ضفائِراً هِندِيَّةً
أرخيتِها فوقَ الحريرِ الألْمعِ

سكِرَ الفؤادُ و آبَ فكري راشداً
فخذي الندامَةَ و المُدامَةَ و ارتعي

و خذي السَّجائِرَ و الحشيشةَ و الخَنا
قد قمتُ في فِكرٍ و قلبٍ أصْمَعِ

أنعى لِشامِي موتَ أغلى أحِبَّتي
أنا ذلكَ الهَيْمَانُ في المُسْتَنقَعِ

قد ماتَ ذاكَ حبيبُكِ الغالي ...فلا
تُلقي السَّلامَ ... أوَ اْلقِهِ لن تَـــُسْمَعِي

أنا ماتَ... ماتتْ في الضُّحى أرجوزةٌ
و شُروحُها ظلّتْ لمن لم يَقْنعِ

أنا ماتَ ماتتْ في الضُّحى أقصوصَةٌ
يا هولَ ما ذاقَ المُسَجَّى إذ دُعي

أنا ماتَ ماتتْ للغرامِ حكايةٌ
لكن بقيتُ... و حُبِّي لمَّا يَصْدعِ

فَبِسِيرةِ الحُبَّ الَّتي أرَّخْتُها
تلكَ الهُدى ذاتِ الصَّباحِ الألمعِ

سكِرَ الفؤادُ و زادَ مِنها توجُّعي
و أضاف للألمِ الفظيعِ تفجُّعي

***



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه