لا تسأليني

0

-1-


لا ما تُعدًّ النِّسوةُ اللواتي هِمتُ بِحُبِّهنْ
في شاطئِ البحرِ الفلانيِّ الجميلْ 
أحببتُ ألفاً أو يزيدْ
و على شواطي النِّيلِ ألفاً
ثمّ ألفاً ثمّ ألفاً 
حتى صاروا ألفَ ألفٍ و امرأة
في القاهرةْ أحببتُ نهداً من خشبْ
و النهدُ صارَ سحابةً 
بل صار غولاً
حال فيلاً
ثم كَوماً من حطبْ
***
لا تسألي لا تسأليني
كيف كنتُ أعاملُ الأُنثى التي
تحظى بوقتٍ ضيِّقٍ تقضيهِ فوقَ أريكتي
لا تسألي
لا تسأليني كيف كنتُ أُقبِّلُ الأنثى التي
تحتلُّ سَرْجَ قصيدتي
لا تسألي
لا تُحرجيني :
كيف كنتَ تداعبُ الثَّديَ الذي
يأتيكَ ضيفاً زائراً
أو أن يكونَ مداوماً في زحمةٍ فوقَ السَّريرْ
لا تُحرِجيني
لا تقولي هذا حقُّكِ ...
إنَّما
يكفيكِ أنِّي تائبٌ عن كل حبٍّ
كلِّ عُمْرٍ
كلِّ ثديٍ
أو شفاهٍ أو عيونٍ
أو مواعيدٍ بحاناتٍ
و لا في مقصفٍ
أو قهوةٍ
أو في الطَّريقْ
تاريخي ذاكَ قَدِ استجرتُ بِحبِّكِ الغالي بأن
تُنجيني منه
فهلْ تُعيدين الغريقَ إلى المُحيط!!
تاريخي ذاك قضيتُهُ في رسمِ جغرافيا النِّساءْ
في نَحْتِ أصنامِ النُّهودْ
في موعِدٍ في زَورَقٍ وسْطَ المُحيطِ
فلا نرى إلا النَّوارسَ في الشواطئ
و الجوارحَ في السماءْ
لا تسأليني
إنَّما فيكِ استجرتُ من الغَرَقْ
لا تُرجِعيني أعبدُ الصنمَ الرَّديمْ
و أطوفُ بالنَّهدِ القديمْ
و أعاودُ الحبَّ السقيمْ
و أعودُ أرجعُ ألفَ عامٍ
ثم ألفاً ثم ألفاً
 قبل عيسى و الكليمْ.

***


-2-

لا تسأليني عن غرامي
بل سِقامي بل تِهامي بين أثداءِ النِّساءْ
لا تسأليني عن تصاويري القديمةِ
في المتاحفِ و المعارضِ
في الصباحِ و في المساءْ
لا تسأليني عن مطارٍ أو مَزَارٍ
عن صديقٍ أو رفيقٍ
عن قميصٍ
عن عُطورٍ
عن حِزامٍ أو حِذاءٍ
لا تسأليني عن ذهابٍ أو إيابٍ
أو فتاةٍ رحت معها
في غداءٍ أو عشاءٍ
لا تسأليني عن تصاويري القديمةِ
بين أصنامَ النَّواهِدِ أو تماثيلِ الشِّفاهْ
لا تسأليني عن قَصائِدِنا القديمةْ
تلكَ كانت كُلُّها وهماً من الكذِبِ الجريء
عِشَّاً من الخَتْلِ الحقيقيِّ المُداهِنِ لا البريء
كنَّا زماناً نُتقِنُ التَّمثيلْ
بل كان ذاكَ حقيقةًً
لكنَّه في عالمِ الأوهامْ
هل تسأليني عن عذابي باقترابي
من يديك حبيبتي؟!
هل تسأليني كيف أغلي
كيف أذكر ُكلَّ ذاك خليلتي
هل تسأليني كيف أذكرُ ذلك التَّاريخَ
 بعد بُلِّغْتُ الحقيقة؟!
هل تسألين ؟
هل تذكرين؟
يوم التقَينا في الصِّبا
هل تذكرين حياءَنا
هل تذكرين عفافَنا
هل تذكرين سماحةَ الوجهِ الطُّفوليِّ البريء؟!
عشرون عاماً قد مَضَتْ عن ذلكَ التاريخْ
أيام في الميدانِ كنَّا
نكرهُ الجُغرافيا و القوميَّة و التَّاريخْ
أيامَ تلك المَدْرَسة
رجَعَتْ بنا تلكَ الليالي ليتَني
ما عشتُ إلا ليلةً في بُعدِكِ المُضْنِي و لَمْ
أرَ في نهاري فتنةً
أو لَمْ أُقَبِّلْ قُبْلَةً
أو ضَمَّةً
أو نزوةً
أو شهوةً قد تعتريني
يا ليتني...
عشرون عاماً بَعدَها
لا زالَ وجهُك مُعلِناً
تلكَ الطَّهارةَ
و البراءةَ ذاتها
أفتذكرين؟!


***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه