حينما ضاع المداد

0


قــالت : "وداعٌ ؟ أم تــُـــراكَ ســـــــــــــترجــِــــعُ؟"
وسـَقـَــتْ وُرُوداً في الـــرِّياضِ .... فــــــــــــأيــنــعــوا

وتَمَايَلتْ سُـكْرَاً ... تمــُــــــــــرّ خِــــــــــلالــَــــهــــا
أيـدي الهــوى... : بهـــــواكَـ قــــــلـــبي يـــنـــبـُـــعُ

وترنَّــــحـتْ ... والــــــوَجـــــدُ في أعــــطـــافـِــــهــا
تُخـــــــفــي الأنـــــــينَ ... و فيَّ سَمْـــــعٌ يَخْشــــَــــعُ 

:"واهـــــاً خــــلــــيــــــلي هــــل تــــُــراكـَ قَطَعتَني ؟
أم هـــــل تـُـــــرى حـــبـــــلَ المـــودَّةِ تــقــطـــعُ؟

واهـــاً خــــلــــيـــلي هـــل تــــُــراكـَ تــروحُ مَــــــن
بـــــــــــاتـــتْ رذيــــــــلتَها الــــــــــرَّذيلةَ تُتْبِــــعُ

واهـــاً خــــلـيــــلي تـَــــــارِكاً مــــَـــنْ أسْـقـَــــــمَتْ
فـــــيــــكـَ الجُسُومَ ... و كلَّ طـــرفٍ يــــــــدمــــــــعُ

ودَّعـــتــَــني وهجـــــرتَـني وجـــــفــــــــــــــــوتَـــني
أغـــــــــرقـــتَــــني ... و نسيتَني أتـَضــَــــــــــــــرَّعُ

آهٍ وربِّي مــــــــا أرى لي مـُـــــــنـْــــصـِـــفـَــــــــــاً
مـِـــــنكُم ..... وكـُــفِّي بـــالدُّعــا لا يـُـــــرفـَــــــــــعُ

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... والأمـــــورُ عَـواقــِــــــــبٌ
ســـــلَّــــمــتُ للرَّحمنِ مــــــــــــــــا أسـْــتـَــــــودِعُ

***

يــــا مـــن هـــويتُ...ولَمْ أَزَلْ أهــــــــــــــــوى ولَمْ
تـــُـــبدِ الهــــــــوى أو أُبــــــدِه مـــــا تَصْـــــنَـعُ ؟!

يــا شـــــاعـــــــراً : أيــــن القصــيدُ وَعـَــــــــدتَـني ؟!
يـــــــا تــــــاجِراً : فَمـَـــــــتَى الـــــدُّيونُ ستُدفــَـــعُ؟!

يــا شـــــاعـــــــراً : بِئْسَ الشُّــــــعـورَ وهبـتــــَــــــني
أقسمتُ: روحي إذ تــــــــــروحُ ســـــتـــُــــــــــــــنزعُ

قـــــد كـــنــــتَ في كلِّ الــــنّـَـــــوازلِ مـَـــــــــــنزِلاً
والـــــــيـــــومَ أنــــت مُــــــلـِــــمَّــــةٌ لا تُـــــرفعُ

قـــــد كـــنــــتَ كالحـِــصْــنِ المــَنـِـيـــعِ إذا أَتـَــــــتْ
تحــــــــدو المــَــصــَــــائِبُ... مــَـانِــعَاً لا تَجــْـــــزَعُ

قـــــد كــُـنــــتَ سِـــرِّي والمَســـَــــــــــرَّةَ و السّـُـــرى
و الــــــيـــــومَ عــــنِّي النـــــَّـــوم عنِّي تَدفـــَـــــــعُ

ألِــــــذاكَ سِــــــرٌ ؟ أم سـُـــــرِرْتَ بِدَفعـِــــــــــــهـا؟
أبـِــذاك خـــــــيرٌ يـــــا خليلي يُــــــقــــنــِـــــــــعُ؟

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــــواقبٌ
ســـــلَّــــمــتُ لـــلـــــرَّحمنِ مــــا أســْـتــَـــــــــودِعُ

***

أيــــــــــن الــعُــهُـودُ...وثـِقـــْــــــــــــتُ إذ وثَّقتَها ؟!
أيـــنَ المــبــــادِئُ والشَّــــرائِعُ تـُـــقــــْـــــــطــَــعُ ؟

أيــــــــــن المـــــواثيقُ الَّتي قـــــد أُعـــلِـنـَـــــــــتْ ؟
فــــــذهــــــبـــــتَ في الأقوامِ صــــوتـَــــاً تَصـــــــدعُ

وطـــفــِـقــــتَ تُــــبـدي كلَّ يــــومٍ مَـــذْهـَــبـَــــــــاً
قـــــانـُــونَـــه أفكــَـــــارَه... وتُشــــــــــــــــــرِّعُ

و الـــــــنَّـــــاسُ في هـَــــرْجٍ ومَــــــرْجٍ أُشـْــــــرِبـُوا
 كأسَ الخــَـــــــنـَــــــا ... والشّـَـــــــرُ فيهِمْ يَرتـــَـــعُ

سَكِروا ... ومـِــــن دونِ المُــــدامِ تَمـَــــــــــــــــــايَلوا
سُكـــْــــــــراً ... وفي حَقْـــلِ الرَّذائلِ أيـــــنـــعـــــــوا

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــــواقبٌ
ســـــلَّــــمــتُ لـلـــــرَّحمنِ مــــا أســـتــــــــــــودعُ

***

قـــــــد بـــِـعــــتــُــــكم رُوحي ، وربِّي شـــاهـِـــــــــدٌ
فـــــــالــــــعــــاقِــدانِ وشاهـــِــــــــــدٌ قــــد وقَّعوا

والصَّـــــــكُّ في حِـــــــرزٍ ... عـــــــــلامَ تَأخَّــــــــرَتْ
عــــــــــــــــنِّي الدُّيونُ ... فهل تـــُـراكَـ ستــَــــــدفـَعُ ؟

إن كـــنــــــتَ ذو عُســـــرٍ فَــلسْـــتَ مُمـَـــاطـِــــــــلاً
فــــــالمـَطــــلُ في الــــتُّــــجَّــارِ شَينٌ إن دُعــــــــــوا

فــالمـَـــطـْـــلُ يــُـــؤذِيني و حـــقِّــكَـ أسـْــــــــــــــدِني
حقِّي ... و إلاَّ للـــــقــَـضــَــــاءِ سـَـــــــــيُرفــَــــــــعُ

هــــــــذا القـَـــضــَـــاءُ و فــــيـــه قـــــاضٍ مُـنـصـفٌ
عَـــــدْلٌ ... شَـــهِــيـــدٌ ... في السّـُجونِ ســَـتـَقْـبـَــــَـــعُ

فـــَــــوّضـــْـــتُ أمــــرِي ... والأُمُورُ عـــــــــواقِــــبٌ
ربِّي حـَـفِـيـْـــــــــــــــظٌ لا أَرَاه يــُضـــــــــــــــــيِّـعُ

***


قـــــلبي فـــديـــتـُــــكَـ إذ أراكَـ مـُــصَــــفّــَـــــــــــدَاً
والـــــقَــــــيدُ طـَــوّقَ مِعصماً و استـــُـــــجـمـِـعـُـوا

قـلبي وهـــبـــتـُـكَـ هــــــــــــــاكَهُ زِنــْـــــــزَانــَـــةً
فـاقْــــبـــعْ بهـــــا ... فِيهـــــا تــــروحُ وتــــــرجِعُ

قـــــلبي وهـَــبـْــتـُكَـ هــــــــــــــاكَهُ قَصْراً ... أنــــا
فـــــيــــــه الدَّليلُ لكم أدِلُّ ... وأَخْضــَــــــــــــــــــعُ

قــلبي وهـــبـــتـُـكَـ هــــــــــاكَهُ قـــــصراً مُــنـــيـــــ
ـــفـَـــاً شِــــرْبـُه صـَفـــْـــــوٌ زُلالٌ سـَــــائِغٌ تـَـتـَـجَــرَّعُ

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــواقـِـبٌ
ســـــلَّــــمــت لــلـرَّحمنِ مــــا أســـتـــــــــــــــودعُ"

***

قــالت : "وداعٌ ؟ أم تــُـــراكَ ســـــــــــــترجــِــــعُ؟"
وسَـقَــــــتْ وروداً في الـــرِّياضِ ... فـــأيــنـــــعُـــــــوا

والـــــــــدَّمــــعُ مــــــنِّي لا يـــَـــــــزالُ مـُكتــّــَــمـاً
و لـَـــــــــدَمْـــــعُ قلــبي سـَـلـــسـَبِـيــــلٌ ...طـَــيِّـــعُ

يــــا مـــن هــَــوَيتُ ... و لم أزَلْ أهــــــــــــــوى ولَمْ
أُخــْــــفِ الـــهَـــــوى أو تُخْـفـِــهِ ... مـا أصـْــــنـَعُ ؟!

ضــاعَ المــِـــــدادُ خــَــلـِـــيـْــلَتي ... لا تَجـْــــــــــزَعي
فــــــــالظُّلمُ ولَّى ... و الظَّـــــــــــــلامُ سيـُـقـــــــشَعُ

ضــَــــــاعَ المــِـــــدادُ خـــَـلــــيـــلَتي ... لا تَحْــــــزَني
فَسـَــــــأُلفِهِ ... أو أَشــْــــــــــتَرِي ... وســَــأُتْبـِـــــِعُ

لا تَحــْــــــزَني ... مـــــــا للصّـُـــــــدُودِ تـَـوَاجـُـــــــدٌ
إذ مـــــــــــــا تَرَيْنَ الشَّمسَ لاحــَــــتْ تـَــطـْـــــــــلُعُ

لا تَحـْـــــزَني... لا تـــَــيــْـــــأسي ... لا تَــقـْــــنــــَـطي
تـَــتـَــنـَـهَّــــــدِي ... تـَـــــتَـــــأوَّهي ... فَسَـــأَرْجـِــعُ

عــَــبــَـثــَـاً أُحـَــــاوِلُ ... بَلْ وصَـــــــدْرِي مُــــــدنـِـفٌ 
في صـَـرمـِــــنـَـــــا ... وقـُـــــــلـُـــوبــُــنــَــا تَتَقطََّعُ

كم مـــُـقـلـــةٍ ذَرَفـَـــــتْ! وكَمْ في بَــيْـــنـِـنـــــَـــــا
بانَ الــــــــــــرّقَادُ! بل اســــــــترابَ المَخـْـــــــدَعُ !

و الطَّـــيـــفُ و النَّـــجـوى و حــُــزنٌ و الأســـى
في كلِّ ليــــــلٍ ... أو صَبــَـــــــــاحٍ يَــتــْــــبـَـــــــعُ

أســــلمتُ وجهي للّـَـــــــــــــطِــــيفِ ... وآيـَـــــــــةً
في حُســـــــنِها وعـَـــــــفــَــــافـــــِــهَـــا تـَـتـَــورَّعُ

***

فــــالعَهْدُ عَهـْــــــــــدٌ إذ أرَاه مــــُــنـــَــــجّـَــــزاً
والــدَّينُ حـــَـــقٌ في الــــلِّــقـــاءِ سيُـــــــدفَـــــــــــعُ

مـيــــثــــــاقـُــنــــا : شَرْعٌ صــَـــرِيْحٌ مـَـذْهـَـــبٌ
إن ضُـــــيِّــــعَـتْ بِهـِـــمُ الأمـــَـانـَـــــــةُ يُـتــْــبـَـــعُ


و العِشْقُ دِيــْـني و الصَّـــــــبـَـــابـَـــةُ غـَــــــــــايَتي
والحـُــــــــبّ في الـــــوِجـْــــدانِ ليس يُضـــــــــيّـَعُ

***

فإذا بـصـُــبـحٍ والصَّــــــــبــَـــــاحُ بـــِــــــــــدارِنــا
وبخـــــدِّه مـــــــَــــــاسٌ تَسَاقَطَ يــَــلــــــمَــــــــعُ

يــا صــُـبـــحُ : مــــــــا أوفـَــاكَـ خِــــــــــلاًّ ، بعد أن
بِنَّا و بِنْتُم واســــتــَــــبــَــــــانَ المَطـْـــــــلــَـــــــعُ

يـــــــا صُـــبـــحُ : مـــــا أصفَاكَـ خـــِــــلاًّ ... إنَّمــــا
أُقصِيتُ عـــــَـــــنْــــكُمْ مُجـْـــبَراً ... أفَـتَـقْــنــَـــــعُ ؟

يـــــــا صُـــبـــحُ ... بل يا خِلُّ أنتَ المـــُــــــــــــرْتَجى
مــــــــــــــا لي ســِــــــواكَـ لِشِدَّةٍ لا تُرفـــَـــــــــــعُ

يـــا خِـــلُّ شــــــوقي لا كَشـَــــــــوْقِ أحِـــــبـــّـــَـــةٍ
لا ... لا وربِّي دربَهــــــُــــــــم لا أتــْـــــــــــــــبـَــعُ

يـــــــا خِـــلُّ: ضـَــاعَ الطـّـِرسُ و القِــرطــــــاسُ ...بل
و دواتـُـنــَــــا و يــــَــــراعـَـــــةٌ ... أفـَــتَرْجـِـــعُ

يــــــــا خِـــلُّ : إن ضــــَــــــاعَ الــــــيَرَاعُ فَمَـــنْ لنا
غــــيرُ الــــــــــيَراعِ إذا تَـكـَـــــلـَّــــــمَ يـَـنــْــفَــــعُ

مـــــن لي بِبَثٍّ عـــــــــنْم بـــِــعـَـــادِ أحِــــبّــَــــتي!
مــــن لي بشــــَـــــكوى الــــــدَّارِ إذ هِي بَلقــَــــــعُ !

يـا خـِــلُّ : كَم في بُــــــــعــْـــدِكُم نـَـــاجَــيْــتُــــــــكُمْ
أَفَمَا أتـَـــــاكُمْ طَــيْـــفُــــنَــــا يــَــتـَـــضَـــــــــرَّعُ؟!

أفمــــــــا أتــــــاكم طــيـــفُــــنَــــا في لـَـــيـــــــلَةٍ
يتنفَّسُ الصّـُـــــــــعــَـــدَا ,و سُمّـَــــــــاً يُـــنْـــقَـعُ ؟!

أَفَمَـــا أتــَــــاكُم طـَـيـْـفُــــنَـــا مــُــــتَــأوِّهـَــــــاً ؟!
أَفَمَـا أتــَــــاكُم طـَـيـْـفُــــنَــــا المــــُــتـَـــوجِّـــــعُ؟!

أفمـــا أتــاكُم طَــيْـــفـُـــنَــــا مُستسمِحــــَـــــــــــــاً
لكمُ يـــــــــــدِلُّ ولـلــقَــضــَـــــــــاءِ ويَخْضَــــــعُ ؟!

أفَمَـــا أتَــــــاكُم طَــيــْــــــفــُــنَــــا يَرجـُـــوْ الشِّفا ؟!
ولـِــــــــــدارِكُمْ منَّا الــــــــــقـَــوافِي تَهْـــــــــــرَعُ ؟!

أســـــــــــلَمْتُ وجهي للَّــــــــــــــطِيفِ ... و آَيَـــــــةً
في حُســْـــنِها و عــــــفــــــافـِــهـــا تـَـتــَـــــــــورَّعُ

***

قـــــــــالـــــت "وِصـَـــالٌ ؟!" إذ رأتنيَ أرجِـــــــــــــعُ
وســــَـــــقَـــتْ وُرودَاً في الرِّياضِ ... فــأيــنـــــعُـــــــوا

وترنَّحــتْ... والــــــوَجــْـــــــدُ في أعْــــطـَــافـِــــهــا
و مِــــــــن اللَّطيفِ وديعــــــــــــــــــــِتي أسْتَرْجــِــــعُ

فــــــــالــــيــــومَ لا  صَــــدٌّ ... ولا هَـــــجرٌ ... وذا
خــــــِـــــــلِّي ... ودمـــــــــعي سلسبيلٌ طيِّـــــــــــعُ

***


مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه