صداع

0



ما للصُّداعِ  على السُّعارْ
و القرِّ و الوَسَنِ الشَّديدْ!!
و التَّبغُ قد صَبَغَ الأصابِعَ
و الشِّفاهَ بأرجَوَانْ
و أنا أدخِّنُ كي أدواي
ما تبقَّى من وبائي
في رُسومٍ في ثيابْ
نظَّارَتي تعلوها سُحْبٌ
من دُخانٍ أو غبارٍ أو ضبابْ
و الفجرُ أضحَكَ ثَغرَ ذا الطِّفلِ الوليدْ
ما لي أراني قد غرقتُ بحبِّ طيفٍ
و القذائفُ فوقَ رأسي
و الصَّواريخُ اللِّئامْ
هل تكونُ إرادتي يا هل تُرى
أم أنَّهُ القَدَرْ العَجيبْ؟!!
عامانِ ظَلَّتْ لا تزيدُ
عنِ انقباضٍ و انبساطٍ
أو عُبوسٍ أو فُتورٍ
لا سلامٌ  لا كلامٌ
لا ابتسامْ
عامانِ ظلَّ اللَّحظُ فيها حائِراً
عامانِ ظلَّ الحُبُّ لحناً صامِتاً
عامانِ ظلَّ القلبُ قِدرَاً هادِرَاً
عامانِ ظلَّ الودُّ و النَّجوى
أحاديثُ التَّغزُّلِ و التَّقرُّبِ و الوِئامْ
عامانِ هامَ القلبُ يا عُجْبَاً
أبالطَّيفِ الهُيامْ؟!!
نظَّارتي
سُجّادَتي
سيجارتي
كتبي
الدَّفاتِرُ
بينها عودُ الثِّقابْ
القلمُ الذي كانَ الرَّفيقْ
و معَ اعتزالِ الهاتفِ النقَّالْ
و معَ اعتزالِ الشَّابِكةْ
بل واعتزالِ النَّاسِ إلا طيفَها
عامانِ حيث أكونُ أكونُ و طيفها
حتى تجرَّأ صاحبي مُستمْلياً قلبي الكبيرْ
فملأتُ جُلَّ دفاتِري
لكنْ ذهبتُ لها بِعشرِ صحائفٍ
وَصَلَتْ تمامَ الواحِدَة
و طلبتُ أن تقرا
و تُبدي رأيَها فيما كتبتْ
لكنْ رفيقي
ذلك القلمَ المحبَّبَ و الوديعْ
لا يعرفُ التَّنقيطْ
إذ أنَّني أورثتُهُ من ألفِ عامْ
لا يعرفُ التَّشكيلَ و الإعجامْ
مُتصَبِّراً عنْ صدِّها
و ملالِها و عنادِها
:"أتكونُ أتلفتِ الرِّسالة؟!
أتكونُ مزَّقَتِ الصَّحيفَة؟
أم أنَّها لَمْ تستطِعْ مِنْ دونِ نَقْطٍ
أن تَفهَّمَ مِن كتابي ما أريدْ؟!!"
و مَكَثتُ عاماً آخراً
و بكلِّ يومٍ في حياتي
أستعيدُ الأسئلة
و التَّبغُ أرداني شهيد
و القهوةُ التُّركيَّةُ العربيَّةُ السَّوداءُ تبَّاً
لا تفارقُ مكتبي
فَلِمَ الصُّداعُ مَعَ السُّعارِ مع الوَسَنْ
و القرُّ و الحُزنُ الشَّديدْ!!!

***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه