الغلام الأشقر

0


و لــــــــــقـد ذكرتـــــُــكـِ قــــــلـتُ : " أنـــــتِ الآخرة"
و إذا بــــــــــــــــهِ رَجـَــــــــعَ الزَّمـــــانُ الـقــُهْقُرَى

فـــَــــــذكَرتُ فـــــيـكـِ صــــــــــبـابـــَتي و مَــــــودَّتي
و حــَــــــــفَـاوةً ... فـــــــــكرِهــــتُ أن أتــــــــأخَّرا

يــــــا آلَ يـــــــــاسِرَ فـــــــاصبِروا ... بُــشراكـــــُـــمُ
حــــــــقــَّـاً ... فمــــوعِــــــدُكــُــمْ يـــكونُ كــــما أرى

و لـــــــــــقـد ذكرتُ العــــــــــهــدَ عـــــــهـدَ طـُفولتي
و لـــــــــــقـد كُســــــــيــتُ الــــثـــَّوبَ ثـــوبي الأخضرا

فرأيـــــتُ فـــــيــهـا حـــــيـنَ رُحـــــتُ لِحــــيــــّــِــها
ثــــوبـــاً جـمــــيــلاً :" هــــل أصــــيرُ مـــُــــــدثَّرا؟!"

فـأشـــاحـَــتِ الوجــهَ الجـــمـــيـــلَ ... و أطْــلَـــقــَتْ
بركــــــانـَــــــهـا الـــنـــَّـــازيّ ... فزِدْتُ تـطــــهــــّـُـرا

نــــاديــــــتُ : "ربِّي زِدْني عـــــــــــــــلـــــماً ... إنَّ بي
نـــــــدمٌ ... أتــُــــبْ  و أقــــولُ فــــــاغــفِر ما جرى"

***

و رأيــــــتُ أمِّي يـــــــــا دمشــــــق رأيــــتـــُـــــهــــا
و رأيــــــتُ أمِّي ... قــــــــلـتُ قـــــــــالـت أســـــــطرا

قـــــــالـت و ريــــحُ الغَربِ تعـــــصـِــــفُ شــَـــــعرَهــا
"أبـــُـنيَّ : تــُــبْ ... تــَــكـُنِ الــــــهـِدايــــةَ لـــلـــورى"

***

أُخـــــــتـاه : إنِّي مـــــــــدنــٍَـــفٌ  فـــــتــعــــهـّـَــدي
ذاك الـــــغـــــــــــــــــــــلامً الآدميَّ الأشقرا


أُخـــــــــتـاهُ: فــــاشرِي لي ثـــــــــيــابــــاً أُكســـــَــها
فيــــــــهـا صــــــــــلاحي كــــــــانُ أختي أجــــــــدرا

و تــــــهــيــّــَـــؤوا لــلــــحـــَفْـلِ عُرسي ... و اشـــترُوا
ثــــوبَ الزَّفــــــــافِ ... و أمُّكــــــــــــــــمْ لـــن تزجُرا

أمــّـَـــــــا أبـــــــــوكــُــم ذلـــكَ الـشـــّـَـــيـخُ الــَّذي
في عـــــــلـــمِهِ بـــــتـــنـــا نـــــغُـوصُ الأبــــــــــحُرا

ســــــيــــقـولُ : "فـــــاسـأل ذا الجــــــــلالِ تكـُـنْ لها
و الزم كـــــــتـابـــــاً شـــــوقــُـــه لكـــــــُـــــمُ سرى

و دعِ العــــواطِفَ يــــا بنُيَّ ... بـــــــلِ اســــتـــعـِــضْ
عــــــــنـهــا بــِـفــِــــكرٍ ... و اســـــتـــمِدْ مِنْها القِرى

تُســـــقَ ... و تـــَــنــــهَـلْ مـن مــَــعـــيـنِ شرابـِــــــها
شَهْـــــــــداً ... تــــكنْ بـــــــالشِّعرِ حقـــــــّـــَـاً أمهرا"

أُخـــــــتـاه : إنِّي مـــــــــدنـَــِـفٌ فـــــتــعــــهـّـَــدي
هـــــــذا الــغــــــــــــــــلام الآدميَّ الأزهرا

***

 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه