ما يبقى و ما يزول

0


المـــــــــالُ يُـبـلى ... و الـقُـصــورُ تــُـودّعُ
و لطـــــــالمـا مــن بــعـــد مِلــْــــكٍ تـــُـــنزعُ

و الـــــذِّكــرُ يـبــــقى إن تــكـن نســـــرَ الفــضـــا
أو كـــُـنـــتَ ذئــــبـــــاً ... لا أراه يـُضــيَّــعُ

دمعي الَّذي كتَّمتُهُ و ذرفتُهُ
بِسِنِيٍّ جهلي ...ذا أراه يُصدٍّعُ

أَمَلي استحالَ كبارقٍ فأتيتُهُ
فإذا بصاعِقةٍ تُشيبُ فتُفزِعُ

فانظُرْ بمِنظارِ الحكيمِ لعلَّهُ
يُنجيكَ من هولٍ يُخيفُ و يُفزِعُ

أعرِضْ هُنيهةَ عن مفاتِنِها الَّتي
تُبقيكَ طولَ الدَّهرِ خِبَّاً تُخدَعُ

و لتعتبِرْ في مالِ قارونَ الذي
أرداهُ خسفاً و القيامةُ أفظعُ

أنا في الهجيرِ مُسعَّراً و أنا على
جوعي و فقري للمعالي أهرعُ

أنا مَن أنا أو ما أنا أو من أكو
نُ؟!! فليتَ شِعري هل يطيبُ المخدعُ!!

قبري أُميمةُ هل أراهُ كروضةٍ
و النَّائباتُ لِدربِ بيتي تُسرِعُ

و كأنَّها ناعورةٌ بحديقتي
يجتاحُ نهرَ الموتِ سُمٌّ أجرَعُ

و أُمرِّغُ  الوجناتِ في أفنائِها
روْثٌ و زقُّومٌ تُغذى تُزرعُ

واهاً فكم عانيتُه فرأيتُه
حِصناً يطالُ النَّجمَ أو يترفَّعُ

واغُربتي ... أين القِلاعُ؟! فهذه
واحاتُ شؤمٍ أو خرابٌ بَلقَعُ

لا تأبهي إن كانتِ الدُّنيا كذا
فبِها مقامي للقيامةِ يرفعُ

***

الماُل يُبلى هل  أكونُ مُخلَّداً؟!
و القصرُ يَفنى هل تُراه سينفعُ؟!

و الذِّكرُ  يبقى ذلك المجدُ الَّذي
أغلى و أعلى و القصورُ الأنجعُ

و الحُبُّ إن فلسَفتَهُ و خبِرتَه
و أردتَ تفسيراً فحِسٌّ أروعُ

فلتَبقَ في روحِ الحبيبِ كسابحٍ
و مجاهدٍ في شهوةٍ تَستتبِعُ

و مُحدِّثَ الطِّيفِ العفيفِ فسامِعاً
و مُعانِقاً تشكوهُ ما تتوجَّعُ

فالحبُّ إن كُنتُ الفقيرَ فما أرا
هُ مُغرِّباً و أنا لشرقٍ أُسرِعُ

إن كانَ ذاكَ فإنَّهُ خَتْلٌ و إلـ
ـا ... طِامعٌ أو مُشفِقٌ يتبرَّعُ

أو عابثٌ أو جاهلٌ أو مدنفٌ
أو صائدٌ في القتْلِ لا يتورَّعُ

أو ناقمٌ أو ظالمٌ أو عاهِرٌ
أو غارقٌ في الخُبْثِ لا يترفَّعُ

فالحُبَّ معنىً لو خبِرتَ حديثَهُ
فالقبرُ أهونُ من فِراقٍ يلذعُ


***
 


مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه