في القبر العدلي

0




قاضيتِني بقضيِّةِ القلمِ الفقيد!!
و رفعتِ دعوى بالمِدادِ و بالورَق!!
نظّمتِ ضبطاً بالفراشةِ
و العصافيرِ التي
وقفتْ على حبلِ الشَّفق!!
أخبرتِ حُرّاسَ المدينةِ أنني
منكِ استلبتُ الحِبرَ و القرطاسَ
و الممحاةَ و الفرشاةَ مع
أدواتِ رسمِ الهندسة
و بطاقةِ الحِزبِ العتيقِ
و شَنطة اللوحِ الصفيقِ
و مِشغَلَ التصفيقِ مع
يوميّةٍ
من مِقعدٍ في المدرسة!!
أَأَنا سرقتُ المِحبرة!!
أم أنني الشبّيحُ الاحمقُ
فوقَ جِسرِ المقبرة!!
أم أنني الجسدُ المُسجّى في الضّحى
أم قد سرقتُ المِسطرة!!
يا ليتَ كان قضيّتي حملُ السِّلاح
كي أدخُلَ السجنَ المُنيف  مفاخراً
كالطودِ  في وجهِ الرياح
***
فَدَخَلتُ بَهْوَ المحكمة
و القاضي كان صديقتي
نلهو بأيامِ الطفولة
نوديتُ باسمي
بُهِتَتْ صديقتي
و ارتمتْ
فوقَ المحاضِرِ و الدّعاوى و النُّضُد
فوق الورَق
ثم استفاقتْ
هيئةَ المصعوقِ من هذا الخبر
ثم استشاطتْ غاضِبَة
فعرفتُها:
أصديقتي
قد كنتُ أعلمُ أنّها كانت تَعشَّقني
تُحبُّ فصاحتي
و جراءتي
حتى تُحبُّ وقاحتي
أصديقتي
ناداها كاتِبُها
و قال : المجرمُ التالي فقالت:
لا بريء ...
فأعادَ كاتِبُها يقول:
اِدعت أُنثى بأن,,,
غُلُّوه , في أقسى السَّلاسِلِ و اسحبوه
ثم اسلُكُوه
ثم اسجُنُوه
بل عذِّبوه و عذِّبوه
أصديقتي !!!
مجنونةٌ أنت!!!
فأنا بريء
فأنا بريء
قالت خذوه قالت خذوه

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه