نزيف الدوالي

2


أحَـبّــَــتْ لأجـــــلـي رجـــــــالَ زمــــــاني
و قـــــد كـــرّهـَـتـْــنـــي نســـاءَ الـعـَـــرَبْ

أفسِّــــــرُ كـــنـتُ لـــــهـا كـــــــــــــلَّ آيٍ
فـــــتــــرقــــصُ تحــــــتَ دوالي الـعِــنَـب

و تــــأتـــيـــنـــي حــتّـى أرى الــيـاسمينَ
يُـعـــــرِشُ فـــوقَ خُــــيـوطِ الــقَــــصَـــــبْ

فـــتـــغــــزِلُ شــــمـسُ الضُــحى باليقينْ
و تـنـــسُـــجُ فـــــوقَ رِمــــــالِ الــــذّهــبْ

فـــــأســــــألُ نـفـــسي :تُـــرى كـلَّ حينٍْ
تــــــروحُ و تــــــأتي لـــغـــيــــرِ ســبــب!!

ألـــــيـــســــتْ دمشــــقُ لنـــا حِضــنُ أمْ
و فســــطـــاطُ عِــــــزٍّ لِـــنــيـــــــلِ الأرَبْ!!

و حِصــــــنُ العــُـــروبـــةِ و المُـــســلِمينْ
فــفـــــيـمَ يـــخــــونُـــــها كُـــــلُّ العَـرَبْ!!

و قــــالـتْ : ألســــتَ الـــمـؤيَّـــدُ !! مــهلاً
ألســـــتَ مــــلـــــيـكَ الـهوى و الطَّــــرَبْ!؟

ألســـــتَ الــــدِّمشــقيَّ !؟ في قــاسيونَ
و في الــــغـوطـــتـــيـــنِ تـــبــيــعُ العِنَب ؟

و مـــــن كُـــنــتَ يـــــومـــاً بصحــنِ أمـيَّــةَ
تهــــــوى السِّـــــبـاقَ , تــحِـــبُّ الـلـعِبْ!؟

و تـــــركــــضُ خــــلــفَ الطُّـــيـــورِ الصِّـغـار
فـــــأرنـــــو إلــــيـك و أنـــــتَ الـــتَّــــعِـــبْ

فـــــتـُــهـدي إليَّ مـــــن الـــقــمــحِ "زُوراً"
لأطـــعِـــــمَ مِـــنــــــها صــغــــيـراً هَــــرَبْ

و كــنــتَ تــُـــــداري شُــــعـــوري صــغـيراً
و كُـــنـتَ الــحـــيِّــــيَّ , و كُـــنـــتَ الــذَّرِبْ

عــجِــــبــــتُ ... فــــمـالي أراكَ عـــبــوساً
بـــــوجـــــهي و أنــــــتَ إمـــــــامُ الأدبْ !؟

فــــقــــلــتُ لـــــها : الـــيـومَ لا تســأليني
دمشـــــــقُ اســـتــمــاتــــتْ لأجــلِ العربْ

دمشـــــــقُ يـــئـنُّ بـــــهـا الـــيـاســـمـينُ
و تـــــنـــزِفُ فـــــيــها دوالي الــــعِـــنــَــبْ

و يـــــرقــُـصُ فـــــوقَ ثـــــراهــــا الــــذِّئـابُ
فيُـــــدفـــــنُ عِــــزٌّ لــــنــا و الــنَّـــسَــــبْ

فـــــكــــيـــفَ تـــريـــنَ الــــيــومَ ضحــــوكاً
و يــــا ريــــمُ كــــيـفَ سيحلو الطَّــــــرَب!؟؟
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

التعليقات

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه