تحرير عرش الشعر

0


هـبَّـت نســــــائمُ مــــن قُصـــــــــادِكِ فــــــارتقى
قلبي عــــــلى عــــــرشِ القصــيــــدِ مُـتـيَّــــمــــا

هـبَّـت نســــــائمُ و النَّســـــائمُ صـــــــدَّعـــــــت
قـــــلبي ، و قـلبي مـُـــــدنــــفٌ فــتــــــألَّــــــمـا 

هـبَّـت نســــــائمُ إِذ يــــــــــــراعي نــــــــــائمٌ
حــــتَّى أفــــــاقَ بــــــــروضـــــــةٍ فتكـلـــَّـــما

هتفَ الــــــــــــيراعُ مبشِّــــــــراً في سـِــــــرِّه :
"بُشراكَ .... فاهنأ يـــــــا مـــلــيكُ منعَّما

بُشراكَ ... فاهنأ و ارتَقِبْ ما بشَّـــــــرتْ
تلك النَّسـائمُ ... عــــــالـمـــــاً و مُـعـلِّـمـــــا

بشــــــراكَ: تــــدفــنُ كلَّ طـــــــودٍ ... مــــــاردٍ
في الشِّعرِ" ... بـــل والشِّــــعـــــــرُ راحَ مُتمــــتِـمـا

أنــــــتَ المـــــلـــــيــــكُ وليس ربِّي غــــيرُكم
يــــــــــعلو الـــعــــــــروشَ مُـــــــؤيَّداً بل مُلهَما

فـــــــــاصدع بمــــا تـــَـأمُر ولا تـــَـــأبــــه لهُم
جُـــــــذَّ الـــــــرِّقــــــــــابَ ولا تــــَدَعْ مُسترحِما

يـــــــــا ســــــيِّداً : هـــــــــــذي الشُعوبُ أَمامكم
جـَــنـــِّـــدْ بهـــــــــــــا الجــيـشَ السطور الأعظَما

جــــنـــــِّد بها ... جـــنــــــِّد لها ... جنِّـــد و دعْ
هـــــــــذا الــــــــيراعَ يــــــــقـــودَهُم إذ سُلِّما

***

هـبَّـت نســــــائمُ مــــن قصــــــــــادِكِ  ذكَّــــرت
بـــــــــــالسَّـــــيــــف سيـــــفِك مُصـــلَتاً و مُكلِّما

هـبَّـت نســــــائمُ ذكَّـــــــــرتْ مــــا لم أكـــــــن
يـــــــــومـــــــــاً بــــــــــه أنسى الحبيب المُغرَما

شجـــــــــرُ الأيــــــائــــــكِ من ســـقـــامٍ عُرِّيت
 فــــــــــــــإذا بهـــــــــــــــا شيخاً جَليلَ تعمَّما

هبَّت .... إذاً هـــــــذي الفــــيـافي ربَّـــعــــــــــتْ
قومـــــــــاً تضاغى طـــِـــــــــفـــلـُـهُم و تيتَّما

هبَّت ... فــــقـــــلبي راح يــــــــنزِفُ في غــــــدٍ .
أذكـــرتِ يـــــومـاً كـُـــنـــتُ عــَــــيــــَّاً أبكما

***

هـبَّـت نســــــــــــائمُ مــــن قصــــادكِ في الضُّـحى
جـلــبـــتْ لــنـــا ضـــيـــــفـــاً عـــزيــــزاً مُكرَما

جلـــبــــــتْ لــــــــنـــــا طـــــيـفَ الَّتي أرِقَتْ لها
أجـفــانُ قـلبٍ مــــــدنفٍ ... فــــتـــحـــمـــحـــما

فــــــالـيــــــــــومَ لا عَيٌ يــُـــــــراوِدُني ... و لن
أبغـي بغــــــيرِ الحـــــــــــورِ مـــــــــاءً زمــــزما

فـــــــالــــــيــــومَ لن أحــــــــتـارَ إن كانَ الِّلقا
عِــــــدةً  يكــــون .. ولــــــــن أكـــــــن مُستسلما

يــا جنَّةً جـــــــعــــلتْ ريــــــاضي بـَــلـــقــعــــاً
فــالـــيــــومَ هــــاكِ الـبـــلــقـــعَ المتهدِّمـــــا

فــالــــــيــــومَ هــاكِ بلاقعاً فـــَـنِيَتْ فــــــــــلا
تــُــبقي بهــا أثــــــراً يــــــعــــــدْ متــــكــــلِّما

فـــــــالــيــــومَ هــاكِ بلاقعاً ، واســـــــــتـفهمي
عمَّـــا رأيــــــتِ ... فــــلــن أُسِـــــرَّ وأكـــــتما

فــالــــــيــــومَ ليس النِّكثُ عـــــنـدي مـذهـــــــباً
لا لن أكن عــِـيَّــــاً ... ولــــــــــن أســتــــعـجما

فـــــــالــــــيــــومَ في كلِّ البحار مُجــــــدِّفــــــاً
و سـأركــــــبُ الـّـُـلـــــجَّ الخـِــضــمَّ المبهــــمــا

فـــــــالــــــيــــومَ في كلِّ البحار مُجــــــدِّفــــــاً
و ســــــأركــــــبُ الُّـــلـــــجَّ الخـِــضـمَّ الأعـظما



***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه