أُمَّــــــاهُ

0





أُمَّــــــاهُ : إنِّي قـــــــــد ســمِـعـتُ كـلامـَـــهُ
عـــذْبــاً رقـــيـقــاً مُـغـدِقـــاً مُـتـحــدِّرا

أُمَّـــــــــــــــاهُ : إنَّ كلامَهُ كالشــــــَّـــهدِ بـل
مـــا الشــَّــهدُ أشهـــى لا وربِّي إِن ســــــرى

أُمَّــــــــــاهُ : إنَّ كلامَهُ كـــــــالشَّــــــمـسِ في
وقــــتِ الضُّحى ... إذ مــــــا يـُــقـــدِّمُ أســـطُرا

***

أحبــبــتــُه أُمـَّــــــاهُ ... لكنْ هـــــل لَّــنــا
بـــِـــــغَــدٍ لـــقـــاءٌ ؟ ســـامحــيـــني إن جـرى

أحبــبــتـُـه أُمـَّـــاهُ ... والــــــعـيـــــنَ الــَّـتي
هـَـمــــَسَـــتْ كـــلامــاً بـــيِّـنـاً و مُــفــســَّــرا

أحبــبــتــُه ... أُمـَّـاهُ : رِفــــقــــاً بـِـالــَّـــذي
أضـحى حــبيباً مُبـْـهــَـمــَــاً مـُـــــتــــعــــــذَّرا

أحبــبــتـُـه ... أُمــَّـــــاهُ : هيــّـــَا فـاقـــــرئي
عنِّي قـــصــيدَ شـــواعــــرٍ رامـــــتْ قـِــــــرى

***

أنـــتَ الــَّــــذي هــيـَّــجــتَ قــلــــبي طـالـــبـاً
تــــلــــميــــذَ جـِـدٍّ ... عـاشِـــقاً بـل شــــاعرا

أنتَ الــَّــــذي هــيـَّـجــــتَ قــلـبي والـــــهـوى
ما اعتدتُ قِدْماً أن أرى أو أذكُرا


أنـتَ الــَّــــذي هـــيــجـــتَ قــلـــبي في الـمَــسَـا
 فـَـــرَنــَـتْ عُــيـونـُك , هَـاجَ قــلـــبي فــــانبرى

صدَّعتَ قلبي بالهوى؟! أم كلُّ من
يـــــــلــــقـــــــاكَ يهوى أن يـراكُ مُـكرََّرا ؟!

صـــدَّعـــــتَ قلـبي بـــالـــهــــوى أفـَـــلَمْ تجِـدْ
غــيـــــــرِي و حـــولكَ نِســــوةٌ ؟! أم لا تُرى؟!

صـــدَّعـتَ قلـــــبي والـــقـُـــلــوبُ تـــَـدافـــعـتْ
دونَ الـــّـــــذي هجــــــــرَ النِّســاءَ و مــــا درى

***

يا مــَـــن هــويـتَ و لم تـــزَلْ تـــــزدادُ بعـ
داً ...لِـمْ أراكَ مُـــــقــــدِّمــــــاً و مُـــؤخِّرا ؟!

يـــــا مَــن هـــويـتُ ولم يــَـــزلْ يــــكوي الـفـؤا
دَ بـــبـــيـــنِــِه ... فــــتـجـافِيــَـاً و تـكـــبـُّــرا

تهواكَ عـيــني لا تــغِـبْ عــــــن نـــــاظــِــــري
فالــعــــينُ تهوى ... لا تـــغِــــبْ ... لَن أصـــبِرا

تهواكَ عـيــــني ... و الـعـــــيــونُ تحــــوَّلــــتْ
عـــنِّي ... و عــيـني أســـــبــلــــتْ دمعاً جـَــرى

إن كُنتَ حـــــــوَّلــْتَ اللِّحاظَ فـــــأرهـِـــفِ الــــ
أســــماعَ بـــــــالكَلِمِ الـــرَّقيقِ مُـــعَــــــــــبِّرا

***

تهواكَ عيني ... مـــا الـــهــــوى؟ مــاشــكـلُـه ؟
مــا لـــــونــُـه ؟ مــا طعــمُـهُ ؟ قُــل لــــلورى

أخـــــبِرهـــُــمُ أنَّ الــــهــــوى يــهـــدِي و لا
يُغوي ...كمن كـــَــــذَبَ المــحـــبـَّــــةَ و افــترى

***

يـــــــــا صــاحبَ السَّــيــفِ الـــَّــــذي سجَدَتْ له
كلُّ الجبابرِ ... "صـــــــادِقــــاً"  و "شِـكِـســـبِرا"

قُمْ فـالـــتهِم تــــلـكَ الـصــَّـحائـــفَ و امـتـطي
قـــَـلبي جواداً لـــــــن يَزِلَّ و يـــــــعـــــثــــُِرا

قـــــلـبي جـــواداً هاكــــهُ و ســـــتـــُلــــفِــهِ
 سَلِسَ المقادِ ... مُؤصَّــــلاً يـــطــــــوي الــــثَّرى

فـــــــَـــلِمَ العُــجـالــــةُ؟!خُذْ لـِـنَفسِكَ بُرهةَ الــ
ــنَّـجوى  بِـــلــيــلٍ ... مـُـــدلِجــــاً ... أو مُسفِرا

***

فالعــــــينُ قد رَنــَـــتِ السَّـقيـــمَ فـــأبرأتْ
 رَنـَـتِ الصَّحيحَ فأســقمتْهُ و مــا درى

رَنــَـــتِ الـــغُـــصُـــونَ فـأزهـرتْ مـِـــن تَـــوِّهـا
رَنـــــتِ الـــعـيــــونَ فـأذهـبتْ عــــــنها الكـرى

رَنــَــــتِ الجمــــادَ فـــــــأرهفتْ حِسّـــــاً بـــه
والــــسَّـــــبعُ كـــاد لنظرةٍ أن يـُــــقـهـَــرا

رنــــــتِ الـــــــزَّمــانَ فــأبطــــأتْ منه الخُـطـا
وتـــــــنـــــاثــرتْ أشــلاؤُه و تــــبـــــعــــثرا

قم هــــــذِّبِ النَّــفـسَ الــَّـــتي هــــيــَّـــــأتَها
قم فـــــــامــــــلأنْ تـِـلكَ الخـــَــــزائنَ مـاتـَرى

***

يـا صـاحــبَ السَّــيــــفِ الـــصَّـقـيلِ : تَحـــيـًّـــةً
مِــــــن ذِي الـعــُــــلا... و بـِــعـــونِـــه قَــد بشَّـرا

بمــــــــلائكٍ تـــطـوي الــــصَّـــحــائفَ دُونــــكم
بمـــــــلائكٍ تـُــبـــــدي الـــعــســيَر مُــيــسـَّـرا

بمــــلائـــــكٍ مـــلأت دروبـــــكَ ســــيــِّــــدي
أهـدَتكمُ سيفاً مـِــــــداداً أخــــضــرا

***

يـــــا شـــــاعراً : أيـــن القصيدُ وعــدتـــَـني !؟
يـــــا فـــــارسـاً : هــــذا قــصـيدي قــد ســرى

طـــلـْعٌ نـــضـيــــدٌ لــم أذقْهُ... نِــتـــاجـَـــه
أيـــن الــنـِّـتــاجُ و قِسمتي؟ أيــن الـــقِـــرى؟

يـــــا مـن هــــويــــتُ و لم أزلْ أهوى ... و لـَـمْ
تُــبـــدِ الــهـــوى أو أُبــدِهِ  ... فـانـْــظُرْ  تَــــرَ

فــانــــظـُـر بِـــعينٍ لـــو ضــنَــنَــتَ بِجـــمــعِهِم
واقـــــــــرأ بِخـــطِّ واضـحٍ مـــا سـُـــطـــِّـــرا

ودعِ السُّــــــيـوفَ مـع السُّــــــيـوفِ لـــتــلــتــقِ
فــإذا الــتـــقـــتْ ... فـِــإِذاً دفـــنـــتَ "شِـكِـسبِرا"


***
 



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه